فتقبض على مقدمها عبد الرحمن بن أحمد بن باشلدة بن مزنى وخرب حصون يعقوب ابن علي وأجفلوا إلى القفر أمامه ورجع عنهم وحمل له ابن مزنى جباية الزاب بعد أن رد عامة معكسره بالقرى من الأدم والحنطة والحملان والعلوفة ثلاث ليال؟؟
في ذلك وكافأه السلطان على صنيعه فخلع عليه وعلى أهله وولده وأسنى جوائزهم ورجع إلى قسنطينة واعتزم على الرحلة إلى تونس وضاق ذرع العساكر بشأن النفقات والابعاد في المذهب وارتكاب الخطر في دخول إفريقية فتمشت رجالاتهم في الانفضاض عن السلطان وداخلوا الوزير فارس بن ميمون فوافقهم على ذلك وأذن المشيخة والنقباء لمن تحت أيديهم من القبائل في اللحاق بالمغرب حتى يفردوا وأنهى إلى السلطان انهم تآمروا في قتله ونصب إدريس بن أبي عثمان بن أبي العلاء للامر فأسرها في نفسه ولم يبدها لهم ورأى قلة من معه من العساكر وعلم بانفضاضهم فكر راجعا إلى المغرب بعد أن ارتحل عن قسنطينة مرحلتين إلى الشرق وأغذ السير إلى فاس واحتل بها غرة ذي الحجة من سنته وتقبض يوم دخوله على وزيره فارس بن ميمون اتهمه بمداخلة بنى مرين في شأنه وقتله رابع أيام التشريق قعصا بالرماح وتقبض على مشيخة بنى مرين فاستلحمهم وأودع منهم السجن وبلغ إلى الجهات خبر رجوعه من قسنطينة إلى المغرب فارتحل أبو محمد بن تافراكين من المهدية إلى تونس ولما أطل عليها ثار شيعته بالبلد على من كان بها من عساكر السلطان وخلصوا إلى السفين فنجوا إلى المغرب وجاء على اثرهم يحيى بن رحو بمن معه من العساكر من أولاد مهلهل كان بناحية الجريد لاقتضاء جبايته واجتمعوا جميعا بباب السلطان وأرجأ حركته إلى العام القابل فكان ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن وزارة سليمان بن داود ونهوضه بالعساكر إلى إفريقية) * لما رجع السلطان من إفريقية ولم يستتم فتحها بقي في نفسه منها شئ وخشى على ضواحي قسنطينة من يعقوب بن علي ومن معه من الزواودة المخالفين فأهمه شأنهم واستدعى سليمان بن داود من مكانه بثغور الأندلس وعقد له وزارته وسرحه في العساكر إلى إفريقية فارتحل إليها في ربيع من سنة تسع وخمسين وكان يعقوب بن علي لما كشف وجهه في الخلاف أقام السلطان مكانه أخاه ميمون بن علي منازعه وقدمه على أولاد محمد بن الزواودة وأحله بمكانه من رياسة البدو والضواحي ونزع إليه عن أخيه يعقوب الكثير من قومهم وتمسك بطاعة السلطان طوائف من أولاد سباع بن يحيى وكبيرهم يومئذ عثمان بن يوسف بن سليمان فانحاشوا جميعا للوزير ونزلوا على معكسره بحللهم وارتحل السلطان في اثره حتى احتل بتلمسان فأقام بها لمشارفة أحواله منها واحتل