ولايتها؟؟ من قبل فلم يزل هو واليا عليها إلى أن أسن وهرم كان ابن علان من مشيخة الجزائر مختصا به ومنتصبا في أوامره ونواهيه ومصدرا لامارته وحصل له بذلك الرياسة على أهل الجزائر سائر أيامه فلما هلك ابن اكمازير حدثته نفسه بالاستبداد والانتزاء بمدينته فبعث عن أهل الشوكة من نظائره ليله هلاك أميره وضرب أعناقهم وأصبح مناديا بالاستبداد واتخذ الآلة واستركب واستلحق من الغرباء والثعالبة عرب متيجة واستكثر من الرجل والرماة ونازلته عساكر بجاية مرارا فامتنع عليهم وغلب مليكش على حماية الكثير من بلاد متيجة ونازله أبو يحيى بن يعقوب بعساكر بنى مرين عند استيلائهم على البلاد الشرقية وتوغلهم في القاصية فأخذ بمخنقها وضيق عليها ومر بابن علان القاضي أبو العباس الغماري رسول الأمير خالد إلى يوسف بن يعقوب فأودعه الطاعة للسلطان والضراعة إليه في الابقاء فأبلغ ذلك عنه وشفع له فأوعز إلى أبيه يحيى بمسالمته ثم نازله الأمير خالد بعد ذلك فامتنع عليه وأقام على ذلك أربع عشرة سنة وعيون الخطوب تحدده والأيام تستجمع لرحبه فلما غلب السلطان أبو حمو على بلاد توجين واستعمل يوسف بن حيون الهواري على وانشريس ومولاه مسامحا على بلاد مغراوة ورجع إلى تلمسان ثم نهض سنة ثنتي عشرة إلى بلاد شلب فنزل بها وقدم مولاه مسامحا في العساكر فدوخ متيجة من سائر نواحيها وترس بالجزائر وضيق حصارها حتى مسهم الجهد وسأل ابن علان النزول على أن يشترط لنفسه فتقبل السلطان اشتراطه وملك السلطان أبو حمو الجزائر وانتظمها في اعماله وارتحل ابن علان في جملة مسامح ولحقوا بالسلطان بمكانه من شلب فانكفأ إلى تلمسان وابن علان في ركابه فأسكنه هنالك ووفى له بشرطه إلى أن هلك والبقاء لله سبحانه * (الخبر عن حركة صاحب المغرب إلى تلمسان وأولية ذلك) * لما خرج عبد الحق بن عثمان من أعياص الملك على السلطان أبى الربيع بفاس وبايع له الحسن بن علي بن أبي الطلاق صاحب بنى مرين بمداخلة الوزير رحوا بن يعقوب كما قدمناه في أخبارهم وملكوا تازى زحف إليهم السلطان أبو الربيع فبعثوا وفدهم إلى السلطان أبى حمو صريخا ثم أعجلهم أبو الربيع وأجهضهم على تازى فلحقوا بالسلطان أبى حمو ودعوه إلى المظاهرة على المغرب ليكونوا ردأ له دون قومهم وهلك السلطان أبو الربيع خلال ذلك واستقل بملك المغرب أبو سعيد عثمان بن يعقوب بن عبد الحق فطالب السلطان أبا حمو باسلام أولئك النازعين إليه فأبى من اسلامهم واخفار ذمته وأجازهم إلى البحر إلى العدوة فأغضي له السلطان أبو سعيد عنها وعقد
(١٠١)