واستقر ذلك في إيالة السلطان وتحت جرايته وهلك السلطان قبل انصرافهم فوصلهم القائم بالأمر من بعده وانصرفوا إلى مراكش وأجازوا منها إلى ذوي حسان عرب المعقل من السوس المتصلين ببلادهم ولحقوا من هنالك بسلطانهم والامر لله وحده {الخبر عن حركة السلطان إلى تلمسان واستيلائه عليها وايثار أبى زيان حافد أبى تاشفين بملكها وما كان مع ذلك من صرف أمراء الموحدين إلى بلادهم} لما استقل السلطان بملك المغرب سنة ستين كما ذكرناه وكان العامل على درعة عبد الله بن مسلم الزردالي من احلاف بنى عبد الواد وشيعة أبى زيان اصطنعه السلطان أبو الحسن عند تغلبه على تلمسان واستعمله أبو عنان بعد ذلك على بلاد درعة كما ذكرناه وتأتي له المكر بأبي الفضل ابن السلطان أبى الحسن حين خروجه على أخيه السلطان أبى عنان بجبل ابن حميدي فارتاب عند استقلال المولى أبى سالم بالأمر وحشي بادرته لما رآه من حقده عليه بسبب أخيه أبى الفضل لما كان بينهما من لحمة الاغتراب فداخل بطانة له من عرب المعقل واحتمل ذخائره وأمواله وأهله وقطع القفر إلى تلمسان ولحق بالسلطان أبى حمو آخر سنة ستين فنزل منه خير نزل وعقد له حين وصوله على وزارته وباهى به وبمكانه وفوض الهى في التدبير والحل والعقد فشمر عن ساعده في الخدمة وجأجأ بعرب المعقل من مواطنهم رغبة في ولايته وايثارا لمكانته من الدولة ورهبة من سلطان المغرب لما كانوا ارتكبوه من موافقة بنى مرين مرة بعد أخرى فاستقروا بتلمسان وانحاشوا جميعا إلى بنى عبد الواد وبعث السلطان أبو سالم إلى أبي حمو في شأن عاملهم عبد الله بن مسلم فلم يرجع له جوابا عنه وحضر عليه ولاية المعقل أهل وطنه فلج في شانهم فأجمع السلطان أمره على النهوض إليهم واضطرب معسكره بساحة البلد وفتح ديوان العطاء ونادى في الناس بالنفير إلى تلمسان وأزاح العلل وبعث الحاشدين من وزرائه إلى مراكش فتوافت حشود الجهات وفصل من فاس في جمادى من سنة احدى وستين وجمع أبو حمو من في إيالته وعلى التشييع لدولته من زناتة والعرب بنى عامر والمعقل كافة ما عدا العمارنة كان أميرهم الزبير بن طلحة متحيزا إلى السلطان وأجفلوا عن تلمسان وخرجوا إلى الصحراء ودخل السلطان إلى تلمسان ثالث رجب وخالفه أبو حمو وأشياعه إلى المغرب فنزلوا كرسيف بلد وترمار بن عريف وخربوه واكتسحوا ما وجدوا فيه حقدا على وترمار وقومه بولاية بنى مرين وتخطوا إلى وطاط فعانوا في نواحيه وانقلبوا إلى أنكاد وبلغ السلطان خبرهم فتلافى أمر المغرب وعقد على تلمسان لحافد من حفدة السلطان أبى تاشفين كان ربى في حجرهم وتحت
(٣١١)