وتلوم السلطان هنا لك ثلاثا ثم دخل في الرابع إلى قصره واقتعد أريكته وتودع ملكه وعمر مستبد عليه لا يكل إليه أمر أولا نهيا واستطال عند ذلك المنازعون أولاد أبى على كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن؟؟ السلطان عبد الحليم واخوته إلى سجلماسة بعد الوقعة عليهم بمكناسة} لما سمع عبد الحليم بقدوم محمد بن أبي عبد الرحمن من سبتة إلى فاس وهو بمكانه من تازى سرح أخاه عبد المؤمن وعبد الرحمن ابن أخيه إلى اعتراضه فانتهوا إلى مكناسة وخاموا عن لقائه فلما دخل إلى البلد الجديد أجلبوه بالغارة على النواحي وكثر العيث وأجمع الوزير عمر على الخروج إليهم بالعساكر فبرز بالتعبية والآلة وبات بوادي النجاء ثم أصبح على تعبيته وأغذ السير إلى مكناسة فزحف إليه عبد المؤمن وابن أخيه عبد الرحمن في جموعهما فجاولهما القتال ساعة ثم صمم إليهم فدفعه عن مكناسة وانكشفوا فلحقوا بأخيهم السلطان عبد الحليم بتازى ونزل الوزير عمر بساحة مكناسة وأوفد بالفتح على السلطان وكنت وافده إليه يومئذ فعمت البشرى واتصل السرور وتهنأ السلطان بملكه وتودع من يومئذ سلطانه ولما وصل عبد المؤمن إلى أخيه عبد الحليم بتازى مفلولا انتقض معسكره ونزعوا عنه إلى فاس وذهب لوجهه هو واخوته مع وزيرهم السبيع بن محمد ومن كان معهم من عرب المعقل فلحقوا بسجلماسة وكان أهلها قد دخلوا في بيعتهم ودانوا بطاعتهم فاستعزوا بها وجددوا رسم الملك والسلطان إلى أن كان من خروجهم ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن قدوم عامر بن محمد بن مسعود بن ماسى من مراكش وما كان من وزارة ابن ماسى واستبداد عامر بمراكش} كان السلطان أبو سالم لما استقل بملك المغرب استعمل على جباية المصامدة وولاية مراكش محمد بن أبي العلاء بن أبي طلحة من أبناء العمال وكان مطلعا بها وناقش الكبير من ذوي عامر فأحفظه ذلك وربما تكررت سعايته في عامر عند السلطان ولم يقبل ولما بلغ إلى عامر مهلك السلطان أبى سالم وقيام عمر بالأمر وكانت بينهما خلة بيت محمد ابن أبي العلاء فتقبض عليه وامتحنه وقتله واستقل بأمر مراكش وبعث إليه الوزير عمر بأبي الفضل بن السلطان أبى سالم يعتده لما يقع من حصار بنى مرين إياه أن يجلب به عامر عليهم ويستنقضه كما ذكرناه ثم سرح مسعود بن ماسى كما ذكرناه ولما أحاط بنو مرين بالبلد الجديد جمع عامر من إليه من الجند والحشود وزحف بأبي الفضل بن السلطان أبى سالم إلى؟؟ ونزل بوادي أم ربيع ولما انفض جمعهم من على
(٣١٨)