الجبل ونسبها إليهم فعند ذلك خشى غمارة على أنفسهم فثاروا به ولجأ إلى الحصن فاقتحموه عليه وشدوه وابنه وثاقا وألقوه في أسطول ابن الخطيب وأنزله بسبتة وطير للسلطان بالخبر فخلع عليه وأمر خاصته فخلعوا عليه وبعث عمر ابن وزيره عبد الله بن علي وعمر بن العجوز قائد جند النصارى فأحضروهما بدار السلطان يوم منى من سنة ست وجلس لهما السلطان ووقفا بين يديه وتنصلا واعتذرا فلم يقبل منهما وأودعهما السجن وشدد وثاقهما حتى قضى منسك الأضحى ولما كان ختم سنته أمر بهما فجنبا إلى مصارعهما وقتل عيسى قعصا بالرماح وقطع ابنه أبو يحيى من خلاف وأبى من مداراة قطعه فلم يزل يتخبط في دمه إلى أن هلك لثالثة قطعه وأصبحا مثلا في الآخرين وعقد على جبل الفتح وسائر ثغور الأندلس لسليمان بن داود إلى أن كان من أمره ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن نهوض السلطان إلى فتح قسنطينة وفتحها ثم فتح تونس عقبها) * لما هلك الحاجب محمد بن أبي عمرو عقد السلطان على ثغور بجاية وما وراءها من بلاد إفريقية لوزيره عبد الله بن علي بن سعيد وسرحه إليها وأطلع يده في الجباية والعطاء وكانت جبال ضواحي قسنطينة قد تملكها قد تملكها السلطان لما كانت الزواودة متغلبة عليها وكان عامة أهل ذلك الوطن قبائل سد ويكش وعقد السلطان عليهم لموسى بن إبراهيم ابن عيسى وأنزله بتاوريرت آخر عمل بجاية وأخذ بمخنق قسنطينة ثم ارتحل عنها على ما عقد من السلم على المولى الأمير أبى زيد أنزل موسى بن إبراهيم بميلة فاستقر بها ولما ولى الوزير عبد الله بن علي أمر إفريقية أو عز إليه السلطان بمنازلة قسنطينة فنزلها سنة سبع وأخذ بمخنقها ونصب المنجنيق عليها واشتد الحصار بأهلها وكادوا أن يلقوا باليد لولا ما بلغ العسكر من الارجاف بمهلك السلطان فأفرجوا عنها ولحق المولى أبو زيد ببونة وأسلم البلد إلى أخيه مولانا الأمير أبى العباس أيده الله تعالى عند ما وصل إليه من إفريقية كان بها مع العرب طالبا ملكهم بتونس ومجلبا بهم على ابن تافراكين منذ نازلوا تونس سنة ثلاث وخمسين كما مر فلما رجع الآن إلى قسنطينة مع خالد بن حمزة داخل المولى أبا زيد في خروجه إلى حصار تونس وإقامة مولانا أبى العباس بقسنطينة فأجاب لذلك وخرج معه ودخل مولانا أبو العباس إلى قسنطينة ودعا لنفسه وضبط قسنطينة وكان مدلا ببأسه واقدامه وداخله بعض المنحرفين من بنى مرين من أولاد بو سعيد وسدويكش في تبييت موسى بن إبراهيم بمعسكره من ميلة فبيتوه وانتهبوا معسكره وقتلوا أولاده وخلص إلى تاوريرت ثم إلى بجاية ولحق بمولانا السلطان مفلولا ونكر السلطان على وزيره عبد الله بن علي ما وقع بموسى بن إبراهيم وانه قصر في امداده فسرح شعيب بن ميمون وتقبض عليه وأشخصه إلى السلطان معتقلا وعقد على بجاية
(٢٩٦)