هسكورة ونزل على مخلوف بن هنوا وتذمم بجواره فلم يجره على السلطان وتقبض عليه واقتاده إلى مراكش مع ثمانية من أصحابه تولوا كبر ذلك الامر فقتلوا في مصرع واحد بعد أن مثل بهم السلطان بالسياط وبعث برأس يوسف إلى فاس فنصب بسورها وأثخن القتل فيمن سواهم ممن داخله في الانتزاء فاستلحم منهم أمم بمراكش وأغمات وسخط خلال ذلك وزيره إبراهيم بن عبد الجليل فاعتقله واعتقل عشيره من بنى دولين ومن بنى ومكاسن وقتل الحسن بن دولين منهم ثم عفا عنهم وخرج منتصف شعبان إلى منازلة السكسيوى وتدويخ جهات مراكش فتلقاه السكسيوى بطاعته المعروفة وأسنى الهدية فتقبل طاعته وخدمته ثم سرح قائده يعقوب بن آصناد في اتباع زكنة حتى توغل في بلاد السوس ففروا أمامه إلى الرمال وانقطع أثرهم ورجع إلى معسكر السلطان وانكفأ السلطان بعساكره إلى مراكش فاحتل بها غرة رمضان ثم قفل إلى فاس بعد أن قتل جماعة من بنى ورا وجعل طريقه في بلاد صنهاجة وسار في بلاد تامسنا وتلقاه عرب جشم من قبائل الخلط وسفيان وبنى جابر والعاصم فاستصحبهم إلى آنفا وتقبض على ستين من أشياخهم فاستلحم منهم عشرين ممن نمى عنه افساد السابلة ودخل رباط الفتح أخريات رمضان فقتل هنالك من الاعراب أمة ممن تؤثر عنه الحرابة ثم ارتحل منتصف شوال لغزو رياح أهل آزغار والهبط واثار بالاحن القدية فأثخن فيهم بالقتل والسبي وقفل إلى فاس فاحتل بها منتصف ذي القعدة وفجأه الخبر بهزيمة عبد الحق بن عثمان واستلحام الروم من عساكره ومهلك عبد الواحد الفودودى من رجالات دولته وأن عثمان بن أبي العلاء قد استفحل أمره بجهات غمارة فأجمع لغزوه والله أعلم {الخبر عن غزاة السلطان لمدافعة عثمان بن أبي العلاء ببلاد الهبط ومهلكه بطنجة بعد ظهوره} لما ملك الرئيس أبو سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر سبتة سنة خمس وسبعمائة وأقام بها الدعوة لابن عمه المخلوع محمد بن محمد الفقيه ابن محمد الشيخ بن يوسف بن نصر كما ذكرناه وأجاز معه رئيس الغزاة المجاهدين بمعجل امارته من مالقة عثمان بن أبي العلاء إدريس بن عبد الله بن عبد الحق من أعياص هذا البيت كان مرشحا للملك فيهم واستقدمه معه ليفرق به الكلمة في المغرب بفتنة الدولة مدافعة عن سبتة لما كان هاج السلطان قومه فأخذها واستقام ملكها وطمع عثمان في ملك المغرب بامدادهم ومظاهرتهم وسولت له نفسه ذلك فخرج من سبتة وولى على جيش الغزاة بعده عمر ابن عمه رحو بن عبد الله ونجم هو ببلاد غمارة فدعا لنفسه وإجابته القبائل
(٢٣٦)