ولحقوا بحاحة سنة ثلاث وسبعمائة واحتفل الأمير بمراكش يعيش بن يعقوب لغزوهم سنة أربع وسبعمائة فناجزوه الحرب بتادرت واستمروا على خلافهم ثم قاتلهم يعيش وعساكره ثانية بتامطريت سنة أربع فهزمهم الهزيمة الكبرى التي قصت جناحهم وأوهت من رياستهم وقتل جماعة من بنى عبد الواد بازعاروتا كما وأثخن يعيش بن يعقوب في بلاد السوس وهدم تارودانت قاعدة أرضها وأم قراها كان بها عبد الرحمن ابن الحسن بن يدر بقية الأمراء على السوس من قبل عبد المؤمن وقد مر ذكرهم وكانت بينه وبين عرب المعقل من الشبانات وبنى حسان منذ انقرضت دولة الموحدين حرب سجال هلك في بعضها عمه علي بن يدر سنة ثمان وستين وصارت امارته بعد حين إلى عبد الرحمن هذا ولم يزالوا في حربه إلى أن تملك السوس يعيش بن يعقوب وهدم تارودانت قاعدة أرضها ثم راجع عبد الرحمن أمره وبنى بلده تارودانت هذه سنة ست بعدها ويزعم بنو يدر هؤلاء انهم مستقرون بذلك القصر من لدن عهد الطوالع من العرب وانهم لم يزالوا أمراء به تعقد لهم ولايته كابرا عن كابر ولقد أدركت على عهد السلطان أبى عنان وأخيه أبى سالم من بعده شيخا كبيرا من ولد عبد الرحمن فحدثني بمثل ذلك وانهم من ولد أبى بكر الصديق رضي الله عنه والله أعلم ولم يزل بنو كندوز مشردين بصحراء السوس إلى أن هلك السلطان وراجعوا طاعة الملوك من بنى مرين من بعده وعفوا لهم عما سلف من هذه الجريمة وأعادوهم إلى مكانهم من الولاية فأمحضوا النصيحة والمخالصة إلى هذا العهد كما سنذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن مهلك المشيخة من المصامدة بتلبيس أبى الملياني) * فقد ذكرنا شأن أبى على الملياني وأوليته في أخبار مغراوة الثانية وما كان من ثورته بمليانة وانتزائه عليها ثم إزعاج العسكر إياه منها ولحاقه بيعقوب بن عبد الحق سلطان بنى مرين وما أحله من مراتب التكرمة والمبرة وأقطعه بلد أغمات طعمة فاستقر بها وما كان منه في العبث باشلاء الموحدين ونبش أجداثهم وموجدة السلطان والناس عليه وأرصد له المصامدة الغوائل لما كان منه في ذلك ولما هلك يعقوب بن عبد الحق استعمله يوسف بن يعقوب على جباية المصامدة فلم يضطلع بها وسعى به مشيختهم عند السلطان انه احتجر المال لنفسه وحاسبوه فصدقوه السعاية فاعتقله السلطان وأقصاه وهلك سنة ست وثمانين واصطنع السلطان أحمد ابن أخيه واستعمله في كتابته وأقام على ذلك ببابه في جملته وكان السلطان سخط على مشيخة المصامدة علي بن محمد كبير هنتاتة وعبد الكريم بن عيسى كبير كرمتة وأوعز إلى ابنه الأمير على بمراكش باعتقالهما فاعتقلهما فيمن لهما من الولد والحاشية وأحس بذلك أحمد بن الملياني فاستعجل الثار وكانت
(٢٣١)