عبد العزيز عسكره إلى خالد فأوقع بأبي حمو ومن كان من العرب عبيد الله وبنى عامر وانتهب معسكره وأمواله واحتقبت حرمه وحظاياه إلى قصر السلطان وتقبض على مولاه عطية فمن عليه السلطان وأصاره في حاشيته ووزرائه وأصفقت زغبة على خدمة ملك المغرب وافق هذا الفتح عند السلطان فتح بلاد مغراوة وتغلب وزيره أبو بكر بن غازي على جبل بنى سعيد وتقبض على حمزة بن علي بن راشد في لمة من أصحابه فضرب أعناقهم وبعث بها إلى سدة السلطان وصلب أشلاءهم بساحة مليانة فعظم الفتح واكتمل الظهور وأوعز السلطان إلى وزيره أبى بكر بن غازي بالنهوض إلى حصين فنهض إليهم وخاطبني وأنا مقيم ببسكرة في دعايته بأن احتشد أولياءه من الزواودة ورياح والتقى الوزير والعساكر على حصن تيطرى فنازلناه أشهرا ثم انقض جمعهم وفروا من حصنهم وتمزقوا كل ممزق وذهب أبو زيان على وجهه فلحق ببلد واركلا قبلة الزاب لبعدها عن منال الجيوش والعساكر فأجاروه وأكرموا نزله وضرب الوزير على قبائل حصين والثعالبة المغارم الثقيلة فأعطوها عن يد وجهضهم باقتضائها ودوخ قاصية الثغور ورجع إلى تلمسان عالي الكعب عزيز السلطان ظاهر اليد وقعد له السلطان بمجلسه يوم وصوله قعودا فخما وصل فيه إليه وأوصل من صحبه من وفود العرب والقبائل فقسم فيهم بره وعنايته وقبوله على شاكلته واقتضى من أمراء العرب زغبة أبناءهم الأعزة رهنا على الطاعة وسرحهم لغزو أبى حمو بمنتبذه من تيكورارين فانطلقوا لذلك وهلك السلطان عبد العزيز لليال قلائل من مقدم وزيره وعساكره أواخر شهر ربيع الآخر من سنة أربع وسبعين لمرض مزمن كان يتفادى بالكتمان والصبر من ظهوره وانكفأ بنو مرين راجعين إلى ممالكهم بالمغرب بعد أن بايعوا لولده دراجا حماسيا ولقبوه بالسعيد وجعلوا أمره إلى الوزير أبى بكر بن غازي فملك أمرهم عليهم واستمرت حاله كما نذكره في أخباره ان شاء الله تعالى {الخبر عن عود السلطان أبى حمو الأخير إلى تلمسان الكرة الثالثة لبنى عبد الواد في الملك} لما هلك السلطان عبد العزيز ورجع بنو مرين إلى المغرب نصبوا من أعياص بنى يغمراسن لمدافعة أبى حمو من بعدهم عن تلمسان إبراهيم بن السلطان أبى تاشفين كان ناشئا بدولتهم مذ هلك أبوه وتسلل من جملتهم عطية بن موسى مولى السلطان أبى حمو وخالفهم إلى البلد غداة رحيلهم فقام بدعوة مولاه ودافع إبراهيم بن تاشفين عن مرامه وبلغ الخبر أولياء السلطان أبى حمو من عرب المعقل أولاد يغمور ابن عبيد الله فطيروا إليه النجيب على حين غلب عليه الناس وأجمع الرحلة إلى بلاد
(١٣٤)