كفالة نعمتهم وهو أبو زيان محمد بن عثمان وشهرته بالفتى وأنزله بالقصر القديم من تلمسان وعسكر عليه زناتة الشرق كلهم واستوزر له ابن عمه عمر بن محمد بن إبراهيم بن مكي ومن أبناء وزرائهم سعيد بن موسى بن علي وأعطاه عشرة أحمال من المال دنانير ودراهم ودفع إليه الآلة وذكر حينئذ لمولانا السلطان أبى العباس سوابقه وايلافه في المنزل الخشن فنزل له عن محل امارته قسنطينة وصرف أيضا المولى أبا عبد الله صاحب بجاية لاسترجاع بلده بجاية فعقد لهما بذلك وحملهما وخلع عليهما وأعطاهما حملين من المال وكان بجاية لذلك العهد قد تغلب عليها عمهم المولى أبو اسحق إبراهيم صاحب تونس فكتب إلى عاملهم على قسنطينة منصور بن الحاج خلوف أن ينزل عن بلدة مولانا السلطان أبى العباس أحمد ويمكنه منها وودع هؤلاء الأمراء وانكفأ راجعا إلى حضرته لسد ثغور المغرب وحسم داء العدو فدخل فاس في شعبان من سنته ولم يلبث ان رجع أبو زيان على اثره بعد أن أجفل عن تلمسان ولحق بوانشر يس وتغلب عليه أبو حمو وفض جموعه فلحق بالسلطان واستقل أبو حمو بملك تلمسان وبعث في السلم إلى السلطان فعقد له من ذلك ما رضيه كما ذكرناه {الخبر عن مهلك السلطان أبى سالم واستيلاء عمر بن عبد الله على ملك المغرب ونصبه للملوك واحدا بعد واحد إلى أن هلك} كان السلطان قد غلب على هواه الخطيب أبو عبد الله بن مرزوق وكان من خبره ان سلفه من أهل رباط الشيخ أبى مدين كان جده قيما على خدمة قبره واستخدمه واتصل القيام على هذا الرباط في عقبه وكان جده الثالث محمد معروفا بالولاية ولما مات دفنه يغمراسن بالقصر القديم ليجاوره بجدثه تبركا به وكان ابنه أحمد أبو محمد هذا قد ارتحل إلى المشرق وجاور الحرمين إلى أن هلك وربى ابنه محمد بالمشرق ما بين الحجاز ومصر وقفل إلى المغرب بعد أن أسر أشياء في الطلب وتفقه على أولاد الامام ولما ابتنى السلطان أبو الحسن مسجد العباد ولاه الخطابة به وسمعه يخطب على المنبر وقد أحسن في ذكره والدعاء له فحلا بعينه واستخلصه لنفسه وأحله محل القرب من نفسه وجعله خطيبا حيث يصلى من مساجد المغرب وسفر عنه إلى الملوك ولما كانت نكبة القبر وان خلص إلى المغرب واستقر برباط العباد بجبل سلفه بعد أحوال أضر بنا عن ذكرها اختصار أو لما خلص السلطان إلى الجزائر داخله أبو سعيد صاحب التلمسان في السفارة عنه إلى السلطان أبى الحسن وصلاح ما بينهما فسار لذلك ونقمه أبو ثابت وبنو عبد الواد ونكروه على سلطانهم وسرحوا صغير بن عامر في اتباعه فتقبض عليه وأودعوه المطبق ثم أشخصوه بعد حين إلى الأندلس فاتصل بأبي الحجاج صاحب
(٣١٢)