{الخبر عن بنى يرناتن احدى بطون توجين من هذه الطبقة الثانية وما كان لهم من التقلب والامارة وذكر أوليتهم ومصايره} كان بنو يرناتن هؤلاء أوفر قبائل بنى توجين وأعزهم جانبا وأكبرهم صيتا ولما دخل بنو توجين إلى تلول المغرب الأوسط أقاموا بمواطنهم الأولى ما بين ما حون وزمتة ثم يعود ؟؟ من القبلة يجولون جانبي نهر واصل من أعلى وادى شلف وكانت رياستهم في نصر بن علي بن تميم بن يوسف بن بو نوال وكان شيخهم مهيب بن نصر منهم وكان عبد القوى بن العباس وابنه محمد أمراء بنى توجين يختصونهم بالإثرة والتجلة لمكانهم من قومهم وما يؤنسون من عظيم غنائهم وكان محمد بن عبد القوى في سلطانه يؤثر عليهم من أولاد عزيز وكان واليهم لعهده وعهد بنيه عبو بن حسن بن عزيز وقد كان أصهر مهيب بن نصر إلى عبد القوى في ابنته فأنكحه إياها وولدت له نصر بن مهيب فشرفت خؤولته لمحمد بن عبد القوى وعلا كعبه في امارته ثم ولى بعده ابنه علي بن نصر وكان له من الولد نصر وعشر وآخرون يعرفون بأمهم واسمها تاسرغيفت وولى بعده ابنه نصر بن علي فطال أمد امارته في قومه واختلف بنو عبد القوى وغلب بنو عبد الواد على ما بأيديهم فصرفت ملوك زناتة وجه العناية إليه فبعد صيته وعرف بنوه من بعده بشهرته وكان ولودا فيقال انه خلف ثلاثة عشر من البنين ما منهم الا صاحب حرب أو مقنب ومن مشاهيرهم عمر الذي قتله السلطان أبو الحسن بمرات حين سعى به أنه داخل في اغتياله ففر وأدرك فقتل بمرات ومنهم منديل الذي قتله بنو تيغرين أيام ولوا علي بن الناصر وقتلوا معه عبو بن حسن بن عزيز ومنهم عنان ومات قتيلا في حصار تلمسان أيام أبى تاشفين ومنهم مسعود ومهيب وسعد وداود وموسى ويعقوب والعباس ويوسف في آخرين معروفين عندهم هذا شأن أولاد نصر بن علي بن نصر بن مهيب وأما ولد عشر أخيه فكان منهم أبو الفتوح بن عشر ثم من ولده عيسى بن أبي الفتوح فكان رئيسا على بنى أبيه وكانت احدى وصائفهم سقطت بدار عثمان بن يغمراسن وادعت الحمل من سيدها أبى الفتوح وجاءت بأخ لعيسى يسمى معروفا ربى بدارهم واستوزره أبو حمو وابنه من بعده وبلغ المبالغ في دولتهم وكان يدعى معروفا الكبير ولحق به أيام رياسته في دولة أبى حمو الأول أخوه عيسى بن أبي الفتوح مغاضبا لقومه فسعى له في الولاية على بنى راشد وجباية أوطانهم وأنزله بلد سعيدة فكانت له بها امارة وكان له من الولد أبو بكر وعبو وطاهر ووترمار وعندما بلغ بنو مرين على بنى عبد الواد ولاهم السلطان أبو الحسن علي بن يرناتن متداولين وأما ولد تاسرغينت من بنى علي بن نصر بن مهيب فلم يكن لهم ذكر في رياسة قومهم إلا أن بعض وصائفهم سقطت أيضا إلى دار أبى
(١٦٥)