مملكته ومن سواهم أن يكونوا يدا معه وسار في الكتائب حتى شارف الحضرة ودس إلى أشياعه ومن يداخله من الموحدين في أمره فثاروا بالمرتضى وأخفضوه عنها فلحق بأزمور مستجيشا بصهره ابن عطوش ودخل أبو دبوس الحضرة في المحرم فاتح خمس وستين وتقبض ابن عطوش عامل أزمور على المرتضى واقتاده أسيرا إلى أبي دبوس فبعث مولاه مزاحما فاحتز رأسه في طريقه واستقل بالخلافة وصبا به آل عبد المؤمن ثم بعث إليه السلطان في الوفاء بالمشارطة فاستنكف وعتا ونقض العهد وأساء الخطاب فنهض إليه في جموع بنى مرين وعساكر المغرب فخام عن اللقاء وانحجز بمراكش ونازله السلطان أياما تباعا ثم سار في الجهات والنواحي يحطم الزرع وينسف الأقوات وعجز أبو دبوس عن دفاعه فاستجاش عليه بيغمراسن بن زيان ليفت في عضده ويشغله عما وراءه ويأخذ بحجزته عن التهامه على ما نذكر لو أمهلته الأيام وانفسح له الاجل {الخبر عن وقيعة تلاغ بين السلطان يعقوب بن عبد الحق ويغمراسن بن زيان باغراء أبى دبوس وتضريبه} لما نازل السلطان أبو يوسف حضرة مراكش وقعد على ترائبه للتوثب عليها لم يجد أبو دبوس وليجة من دون قصد الاستجاشة بيغمراسن وقومه عليه ليأخذوا بحجزته عنه ويشغلوه من ورائه فبعث إليه الصريخ في كشف بلواه ومدافعة عدوه وأكد العهد وأسنى الهدية فشمر يغمراسن لاستنقاذه وجذب عدوه من ورائه وشن الغارات على ثغور المغرب وأضرم نارا فأهاج عليه وعلى قومه من السلطان يعقوب لثا عاديا وأرهف منه عزما ماضيا وأفرج يعقوب على مراكش بعزم النهوض إلى تلمسان ونزل بفاس فتلوم بها أياما حتى أخذ أهبة الحرب وأكمل استعدادها ورحل فاتح ست وستين وسلك على كرسيف ثم على تافرطا وتزاحف الفريقان بوادي تلاغ وعبى كل منهم كتائبه وزحف مصافه وبرز النساء مسافرات الوجوه على سبيل التحريش لحسن وسعد بن ويرغين ولما فاء الفئ ومال النهار وكثرت حشود المغرب وجموع بنى عبد الواد ومن إليهم انكشفوا ومنحوا العدو أكتافهم وهلك أبو حفص عمر كبير ولد يغمراسن وولى عهده في جماعة من عشيره ذكرناهم في أخباره وأخذ يغمراسن بأعقاب قومه فكان لهم ردأ إلى أن خلصوا من المعترك ووصلوا إلى بلادهم في جمادى من سنتهم وعاد السلطان أبو يوسف إلى مكانه من حصار مراكش والله أعلم {الخبر عن السفارة والمهاداة التي وقعت بين السلطان يعقوب ابن عبد الحق وبين المنتصر الخليفة بتونس من آل أبي حفص} كان الأمير أبو زكريا يحيى بن عبد الواحد بن أبي حفص منذ دعا لنفسه بتونس سنة خمس
(١٨٠)