{الخبر عن آل زيرى بن عطية ملوك فاس وأعمالها من الطبقة الأولى من مغراوة وما كان لهم بالمغرب الأقصى من الملك والدولة ومبادي ذلك وتصاريفه} كان زير هذا أمير آل خزر في وقته ووارث ملكهم البدوي وهو الذي مهد الدولة بفاس والمغرب الأقصى وأورثها بنيه إلى عهد لمتونة حسبما نستوفي شرحه واسمه زيرى بن عطية بن عبد الرحمن بن خزر وجده عبد الله أخو محمد داعية الناصر الذي هلك بالقيروان كما ذكرناه وكانوا أربعة اخوة محمد ومعبد الذي قتله إسماعيل وفلفول الذي خالف محمد إلى ولاية الشيعة وعبد الله هذا وكان يعرف بأمه واسمها تبادلت وقد قيل إن عبد الله هذا هو ابن محمد بن خزر وأخوه حمزة بن محمد الهالك في حربه مع ميسور عند فتح تاهرت ولما هلك الخير بن محمد كما قلناه بيد بلكين سنة احدى وستين وارتحلت زناتة إلى ما وراء ملوية من الغرب الأقصى وصار المغرب الأوسط كله لصنهاجة واجتمع مغراوة إلى بقية آل خزر وأمراؤهم يومئذ محمد بن خير المذكور ومقاتل وزيري ابنا مقاتل بن عطية بن عبد الله وخزرون بن فلفول ثم كان ما ذكرناه من ولاية بلكين بن زيرى على إفريقية وزحف إلى المغرب الأقصى زحفه المشهور سنة تسع وستين وأجفلت أمامه ملوك زناتة من بنى محمد بن صالح وانحازوا جميعا إلى سبتة وأجاز محمد بن الخير البحر إلى المنصور بن أبي عامر صريخا فخرج المنصور
(٢٨)