ذويه ثم أجاز البحر إلى المغرب في رجب من سنة أربع وسبعين فكان مغيبه وراء البحر ستة أشهر واحتل بقصر مصمودة وأمر ببناء السور على بادس مرفأ الجواز ببلاد غمارة وتولى ذلك إبراهيم بن عيسى كبير بنى وسناف بن محيو ثم رحل إلى فاس فدخلها في شعبان وصرف النظر إلى أحوال دولته واختطاط البلد الجديد لنزله ونزل حاشيته واستنزال الثوار عليه بالمغرب على ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن اختطاط البلد الجديد بفاس وما كان على بقية ذلك من الاحداث) * لما قفل السلطان أمير المسلمين من غزاته الجهادية وتم صنع الله لديه في ظهور الاسلام على يديه واعتزاز أهل الأندلس بفيئته راح بالمغرب إلى نعمة أخرى من ظهور أوليائه وحسم أدواء الفساد في دولته شفعت مواهب السعادة وأجملت عوائد الصنع وذلك أن صبابة بنى عبد المؤمن وفلهم لما فروا من مراكش عند الفتح لحقوا بجبل تينمال جرثومة أمرهم ومنبعث دعوتهم وملاحد خلفائهم وحضرة سلفهم ودار امامهم ومسجد مهديهم كانوا يعكفون عليه متيمنين بطيره ملتمسين بركة زيارته ويقدمون ذلك أمام غزواتهم قرية بين يدي أعمالهم يعتدونها من صالح مساويهم فلما خلص الغل إليه اعتصموا بمعقله وآووا إلى ركونه ونصبوا للقيام بأمرهم عيصا من أعياص خلفاء بنى عبد المؤمن ضعيف المنبه خاسر الصفقة من مواهب الحظ وهو اسحق أخو المرتضى وبايعوه سنة تسع وستين يرجون منه رجع الكرة وإدالة الدولة وكان المتولي لكبر ذلك وزير دولتهم ابن عطوش ولما عقد السلطان يعقوب بن عبد الحق لمحمد بن علي بن محلى على أعمال مراكش لم يقدم عملا على محاربتهم وتخذيل الناس عنهم واستمالة أشياعهم وجمعوا له سنة أربع وسبعين على غرة ظنوها فأوقع بهم وفل من غربهم ثم صمد إلى الجبل لشهر ربيع من سنته فافتض عذرته وفض ختامه واقتحمه عليهم عنوة بعد مطاولة النزال والحرب وهلك الوزير ابن عطوش في جوانب الملحمة وتقبض على خليفته المستضعف وابن عمه أبى سعيد بن السيد أبى الربيع ومن معهما من الأولياء وجنبوا إلى مصارعهم بباب الشريعة بمراكش فضربت أعناقهم وصلبت أشلاؤهم وكان فيمن قتل منهم كاتبه القبائلي وأولاده وعاثت العساكر في جبل تينمال وآ؟؟ سحت أمواله و؟؟ قبور الخلفاء بنى عبد المؤمن واستخرج؟؟ يوسف وابنه يعقوب المنصور رؤسهم وتولى كبر ذلك أبو على الملياني النازع إلى السلطان أبى يوسف من مليانة عش غوانيه ومواطن انتزائه كما قدمناه وكان السلطان أقطعه بلاد اغوات اكراما لوفادته فحضر هذه الغزاة في جملة العساكر ورأى أن قد شفى نفسه باخراج هؤلاء الخلائق من أرماسهم والعيث بأشلائهم لما نقم منه الموحدون
(١٩٤)