طبقاتهم إليه وآتوه الطاعة وأناخ بعساكره على البلد الجديد في ربيع الآخر سنة تسع وأربعين وأخذ بمخنقها وجمع الأيدي والفعلة على الآلات لحصارها ولحين نزوله على البلد الجديد أو عز إلى الوالي بمكانه أن يطلق أولاد أبى العلاء المعتقلين بالقصبة فأطلقهم ولحقوا به فأقاموا معه على حصار البلد الجديد وطال تمرسه بها إلى أن ضاقت أحوالهم واختلفت أهواؤهم ونزع إليه أهل الشوكة منهم ونزع إليهم عثمان بن إدريس بن أبي العلاء فيمن إليه من الحاشية باذنه له في ذلك سرا ليمكن إليه فدس إليه وواعدوه الثورة بالبلد فثار بها واقتحمها الأمير أبو عنان عليهم ونزل منصور بن أبي مالك على حكمه فاعتقله إلى أن قتله بمحبسه واستولى على دار الملك وسائر أعمال المغرب وتسابقت إليه وفود الأمصار للتهنئة بالبيعة وتمسك أهل سبتة بطاعة السلطان والانقياد لقائدهم عبد الله بن علي بن سعيد من طبقة الوزراء حسنا ثم توثبوا به وعقدوا على أنفسهم للأمير أبى عنان وقادوا عاملهم إليه وتولى كبر الثورة فيهم زعيمهم الشريف أبو العباس أحمد بن محمد بن رافع من بيت أبى الشرف من آل الحسين كانوا انتقلوا إليها من صقلية واستوسق للأمير أبى عنان ملك المغرب واجتمع إليه قومه من بنى مرين للامر وأقام مع السلطان بتونس وفاء بحقه وحص جناح أبيه عن الكرة على الكعوب الناكثين لعهده الناكبين عن طاعته فأقام بتونس يرجو الأيام ويؤمل الكرة والأطراف تنتقض والخوارج تتجدد إلى أن ارتحل إلى المغرب بعد اليأس كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن انتقاض النواحي وانتزاء بنى عبد الواد بتلمسان ومغراوة بشلف وتوجين بالمرية} لما كانت نكبة السلطان بالقيروان وانتثر ملك زناتة وانتقضت قواعد سلطانهم اجتمع كل قوم منهم لابرام أمرهم والنظر في شأن جماعتهم وكانوا جميعا نزعوا إلى الكعوب الخارجين على السلطان وبنزوعهم تمت الدبرة على ولحقوا بتونس مع الحاجب أبى محمد بن تافراكين ليلحقوا منها بأعمالهم وكان في جملة السلطان جماعة من أعياصهم منهم عثمان واخوته الزعيم ويوسف وإبراهيم أبناء عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن بن زيان سلطان بنى عبد الواد صار في إيالة السلطان منذ فتح تلمسان وانزالهم بالجزيرة للرباط ثم رجعوا بعد استئثار الطاغية بها من مكانهم من دولته وساروا إلى القيروان تحت لوائه ومنهم علي بن راشد بن محمد بن منديل وقد ذكرنا أخبار أبيه وانه ربى في إيالة السلطان وجو الدولة يتيما وكفلته نعمتها منذ نشأته حتى كأنه لا يعرف سواها فاجتمع بنو عبد الواد بتونس وعقدوا على أنفسهم لعثمان بن عبد الرحمن لما كان كبير اخوته وأتوه
(٢٨٠)