من بنى واكين احدى بيوت بنى واركلا ولهذا العهد أبو بكر بن موسى بن سليمان من بنى أبى عبدل ورياستهم متصلة في عمود هذا النسب وعلى عشرين مرحلة من هذا في القبلة منحرفا إلى المغرب بيسير بلد تكرت قاعدة وطن الملثمين وركاب الحجاج من السودان اختطه الملثمون من صنهاجة وهم سكانه لهذا العهد وصاحبه أمير من بيوتاتهم يعرفونه باسم السلطان وبينه وبين أمير الزاب مراسلة ومهاداة (ولقد) قدمت على بسكرة سنة أربع وخمسين أيام السلطان أبى عنان في بعض الأغراض السلطانية ولقيت رسول صاحب تكرت عند يوسف بن مزنى أمير بسكرة وأخبرني عن استبحار هذا المصر في العمارة ومرور السابلة وقال لي اجتاز بنا هذا العام سفر من تجار المشرق إلى بلد مالي كانت ركابهم اثنى عشر ألف راحلة وذكر لي غيره أن ذلك هو الشأن في كل سنة وهذا البلد في طاعة سلطان مالي من السودان كما في سائر الصحراوية المعروفة بالملثمين لهذا العهد والله غالب على أمره سبحانه * (الخبر عن دمر من بطون زناتة ومن ولى منهم بالأندلس وأولية ذلك ومصائره) * بنو دمر هؤلاء من زناتة وقد تقدم أنهم من ولد ورسيك بن الديرت بن جانا وشعوبهم كثيرة وكانت مواطنهم بإفريقية في نواحي طرابلس وجبالها وكان منهم آخرون ظواعن من عرب إفريقية ومن بطون بنى دمر هؤلاء بنو ورغمة وهم لهذا العهد مع قومهم بجبال طرابلس ومن بطونهم أيضا بطن متسع كثير الشعوب وهم بنو وريندين ابن وأنتن بن وارديرن بن دمروان من شعوبهم بنى ورتاتين وبنى عزرول وبنى تغورت وربما يقال ان هؤلاء الشعوب لا ينتسبون إلى بنى وريندين كما تقدم وبقايا بنى وريندين لهذا العهد بالجبل المطل على تلمسان بعد أن كانوا في البسيط قبلته فزاحمهم بنو راشد حين أجلوهم من بلادهم بالصحراء إلى التل وغلبوهم على تلك البسائط فانزاحوا إلى الجبل المعروف بهم لهذا العهد وهو المطل على تلمسان وكان قد أجاز إلى الأندلس من بنى دمر هؤلاء أعيان ورجالات حرب فيمن أجاز إليها من زناتة وسائر البربر أيام أخذهم بدعوة المنتصر فضمهم السلطان إلى عسكره واستظهر بهم المنصور بن أبي عامر من بعد ذلك على شأنه وقوى بهم المستعين أديم دولته ولما اعصوصب البربر على المستعين وبنى حمود من بعده وغالبوا جنود الأندلس من العرب وكانت الفتنة الطويلة بينهم التي نثرت سلك الخلافة وفرقت شمل الجماعة واقتسموا خطط الملك وولايات الاعمال وكان من رجالاتهم نوح الدمري وكان من عظماء أصحاب المنصور وولاه المستعين أعمال مورور واركش فاستبد بها سنة أربع في عمار الفتنة وأقام بها سلطانا لنفسه إلى أن هلك سنة ثلاث وثلاثين فولى ابنه أبا مناد محمد بن نوح وتلقب بالحاجب عز الدولة؟؟ في فرن شان ملوك الطوائف وكانت بينه وبين ابن عباد شأن
(٥٢)