الآخر عامل عثمان بن يغمراسن فطرد السلطان عامل ابن يغمراسن؟؟ واختط الحصن الذي هنالك لهذا العهد تولاه بنفسه يغادى الفعلة ويراوحهم وأكمل بناءه في شهر رمضان من سنته واتخذه ثغرا لملكه وأنزل بنى عسكر لحياطته وسد فروجه وعقد عليهم لأخيه أبى يحيى بن يعقوب وانكفأ راجعا إلى الحضرة ثم خرج من فاس سنة خمس وتسعين غازيا إلى تلمسان ومر بوجدة فهدم أسوارها وتغلب على مسيفة والزغاوة وانتهى إلى ندرومة ونازلها أربعين يوما ورماها بالمنجنيق وضيق عليها وامتنعت عليه فأفرج عنها ثاني الفطر ثم أغزى تلمسان سنة ست وتسعين وبرز لمدافعته عثمان بن يغمراسن فهزمه وحجزه بتلمسان ونزل بساحتها وقتل خلقا من أهلها ونازلها أياما ثم أقلع عنها وقفل إلى المغرب وقضى منسك الأضحى من سنته بتازى فأعرس هنالك لحافدة أبى ثابت بن منديل كان أصهر فيها إلى جدها قبل مهلكه سنة ست وتسعين قتيلا ببحيرة الزيتون من ظاهر فاس قتله بعض بنى ورتاجن في دم كان لهم في قومه فثأر السلطان به من قاتله وأعرس بحافدته وأوعز ببناء القصر بتازى وقفل إلى فاس فاتح سنة سبع وتسعين ثم ارتحل إلى مكناسة وانكفأ إلى فاس ثم نهض في جمادى غازيا تلمسان ومر بوجدة فأوعز ببنائها وتحصين أسوارها واتخذ بها قصبة ودارا لسكناه ومسجدا وأوعز إلى تلمسان ونزل بساحتها وأحاطت عساكره إحاطة الهالة بها ونصب عليها القوس البعيدة النزع العظيمة الهيكل المسماة بقوس الزيار ازدلف إليه الصناع والمهندسون فعملها وكانت توقر على أحد عشر بغلا ثم لما امتنعت عليه تلمسان أفرج عنها فاتح سنة ثمان ومر بوجدة فأنزل بها الكتائب من بنى عسكر لنظر أخيه أبى يحيى بن يعقوب كما كانوا بتاوريرت وأوعز إليهم بترديد الغزاة على أعمال يغمراسن وافساد سابلتها وضاقت أحوالهم ويئسوا من صريخ صاحبهم فأوفدوا على الأمير أبى يحيى وفدا منهم يسألون الأمان بمن وراءهم من قومهم على أن يمكنوه من قياد بلدهم ويدينوا بطاعة السلطان فبذل لهم من ذلك ما أرضاهم ودخل البلد بعساكره واتبعهم أهل تاوونت وأوفد مشيختهم جميعا على السلطان آخر جمادى فقدموا عليه لحضرته وأدوا طاعتهم فقبلها ورغبوا إليه في الحركة إلى بلادهم ليريحهم من ملكة عدوه وعدوهم ابن يغمراسن ووصفوا من عسفه وجوره وضعفه عن الحماية ما استنهض السلطان لذلك على ما يذكر ان شاء الله تعالى والله أعلم * (الخبر عن الحصار الكبير لتلمسان وما تخلل ذلك من الاحداث) * لما توفرت عزائم السلطان عن النهوض إلى تلمسان ومطاولة حصارها إلى أن يظفر بها ويقومها واستيقن أنه لا مدافع له عن ذلك نهض من فاس شهر رجب من سنة ثمان
(٢٢٠)