مع السلطان ولله الخلق والامر جميعا سبحانه لا اله الا هو الملك العظيم * (الخبر عن بنى يرنيان اخوة مغراوة وتصاريف أحوالهم) * وهم منبثون كثيرا بين زناتة في المواطن وأما الجمهور منهم فموطنهم بملوية من المغرب الأقصى ما بين سجلماسة وكرسيف كانوا هناك مجاورين لمكناسة في مواطنهم واختطوا حفافى وادى ملوية قصورا كثيرة متقاربة الخطة ونزلوها وتعددت بطونهم وأفخاذهم في تلك الجهات ومنهم بنو وطاط متوطنون لهذا العهد بالجبال المطلة على وادى ملوية من جهة القبلة ما بينه وبين تازى وفاس وبهم تعرف تلك القصور لهذا العهد وكان لبنى يرنيان هؤلاء صولة واعتزاز وأجاز الحكم المستنصر منهم والمنصور بن أبي عامر من بعده فيمن أجازوه من زناتة في المائة الرابعة وكانوا من أفحل جند الأندلس وأشدهم شوكة وبقي أهل المواطن منهم في مواطنهم مع مكناسة أيام ملكهم بالمغرب الأقصى ولما ملك لمتونة والموحدون من بعدهم لحق الطواعن منهم بالقفر فاختطوا بأحياء بنى مزين الموالين لتلول المغرب من زناتة أقاموا معهم في أحيائهم وبقي من عجز عن الظعن منهم بمواطنهم مثل بنى وطاط وغيرهم ففرضت عليهم المغارم والجبايات ولما دخل بنو مزين للمغرب ساهموهم في اقتسام أعماله وأقطعوهم البلد الطيب من ضواحي سلا والمعمورة زيادة إلى وطنهم الأول بملوية وأنزلوهم بنواحي سلا بعد أن كان منهم انحراف عنهم في سبيل المدافعة عن أوطانهم الأولى ثم اصطلحوا ورعى لهم بنو عبد الحق سابقتهم معهم فاصطفوهم للوزارة والتقدم في الحرب ودفعوهم إلى المهمات وخلطوهم بأنفسهم وكان من أكابر رجالاتهم لعهد السلطان أبى يعقوب وأخيه أبى سعيد الوزير إبراهيم بن عيسى استخلصوه للوزارة مرة بعد أخرى واستعمله السلطان أبو سعيد على وزارة ابنه أبى على ثم لوزارته واستعمل ابنه السلطان أبو الحسن أبناء إبراهيم هذا في أكابر الخدمة فعقد لمسعود بن إبراهيم على أعمال السوس عندما فتحها أعوام الثلاثين والسبعمائة ثم عزله بأخيه حسون وعقد لحسون على بلاد الجريد من إفريقية عند فتحه إياها سنة ثمان وأربعين وكان فيها مهلكه ونظم أخاهما موسى في طبقة الوزارة ثم أفرده بها أيام نكبته والحاقه بجبل هنتاتة واستعمله السلطان أبو عنان بعد في العظيمات وعقد له على أعمال مدو يكش بنواحي قسنطينة ورشح ابنه محمد السبيع لوزارته إلى أن هلك وتقلبت بهم الأيام بعده وقلد عبيد الحميد المعروف بحلى بن السلطان أبى على وزارته محمد بن السبيع بعد هذا أيام حصاره لدار ملكهم سنة ثنتين وستين كما نذكره في أخبارهم فلم يقدر لهم الظفر ثم راجع السبيع بعدها إلى محله من دار السلطان وطبقة الوزارة وما زال يتصرف في الخدم الجليلة والاعمال
(٤٩)