سلمت لمصرفي الهوى من بلد * يهديه هواؤها لدى استنشاقه من ينكر دعوتي فقل عنى له * تكفى امرأة العزيز من عشاقه والله يرزق الإعانة في انتساخه وتوجيهه وصدر عنى جزء سميته الغيرة على أهل الحيرة وجزء سميته حمد الجمهور على السنن المشهور والاكباب على اختصار كتاب الجوهري ورد حجمه إلى مقدار الخمس مع حفظ ترتيبه السهل والله المعين على مشغلة نقطع بها هذه البرهة القريبة البداءة من التتمة ولا حول ولا قوة الا بالله والمطلوب المثابرة على تعريف يصل من تلك السيادة والبنوة إذ لا يتعذر وجود قافل من حج أولا حق بتلمسان يبعثها السيد الشريف منها فالنفس شديدة التعطش والقلوب قد بلغت من الشوق والاستطلاع الحناجر والله أسأل أن يصون في البعد وديعتي منك لديه ويلبسك العافية ويخلصك وإياي من الورطة ويحملنا أجمعين على الجادة ويختم لنا بالسعادة والسلام الكريم عودا على بدء ورحمة الله وبركاته من المحب المشوق الذاكر الداعي ابن الخطيب في الثاني من جمادى الأولى من عام تسعة وستين وسبعمائة انتهى (فأجبته) ونص الجواب سيدي مجدا وعلوا وواحدي ذخرا مرجوا ومحل والدي برا وحنوا ما زال الشوق مذ نأت بي وبك الدار واستحكم بيننا البعاد يرعى سمعي أنبأك ويخيل إلى من أيدي الرياح تناول رسائلك حتى ورد كتابك العزيز على استطلاع وعهد غير مضاع وود ذي أجناس وأنواع فنثمر بقلبي ميت السلو وحشر أنواع المسرات وقدح للقائك زناد الامل والله أسأل الامتناع بك قبل الفوت على ما يرضيك ويسنى أماني وأمانيك وحييته تحية الهائم لموقع الغمائم والمدلج للصباح المتبلج وأملى على معترج الأولياء خصوصا فيك من اطمئنان الحال وحسن القرار وذهاب الهواجس وسكون النفرة وعموما في الدولة من رسوخ القدم وهبوب ريح النصر والطهور على عدو الله باسترجاع الحصون التي استنقذوها في اعتلال الدولة وتخريب المعاقل التي هي قواعد النصرانية غريبة لا تثبت الا في الحلم وآية من آيات الله وان خبأة هذا الفتح في طي العصور السالفة إلى هذه المدة الكريمة لدليل على عناية الله بتلك الذات الشريفة حيث أظهر على يدها خوارق العادة وما تجد آخر الأيام من معجزات الملة وكمل فيها والحمد لله تحسين التدبير ويمن التعبية من حميد الأثر وخالد الذكر طراز في حلة الخلافة النصرية وتاج في مفرق الوزارة كتبه الله لك فيما يرضاه الله من عباده ووقفت عليه الاشراف من أهل هذا العصر المحروس وأذعته في الملا سرور العز الاسلام واظهارا للنعمة واستطراد الذكر الدولة المولوية بما تستحقه من طيب الثناء والتماس الدعاء والتحديث بنعمتها والإشادة بفضلها على الدول السالفة
(٤٢٧)