سبيله وأعانوه بما اقتدروا عليه لوقتهم وعلى حال سفرهم من آلة وفسطاط وارتحل مع بنى عامر وارتحل مع صولة بن يعقوب بن علي وزيان بن عثمان بن سباع من أمراء الزواودة وصغار بن عيسى في حلل من سعيد احدى بطون رياح وأغذوا السير إلى المغرب للعيث في نواحيه وجمع لهم أقيالهم من سويد أولياء السلطان والدولة والتقوا بقبلة تلمسان فانهزمت سويد وهلك عثمان بن وترمار كبيرهم وكان مهلك السلطان في خلال ذلك ولما اتصل الخبر بوفاة السلطان بالغرب أغذوا السير إلى تلمسان وملكوا ضواحيها وجهز الحسن بن عمر لها عسكرا عقد عليه وعلى الحامية الذين بها لسعيد بن موسى الجيسى من صنائع السلطان وسرحه إليها وسار في جملته أحمد بن مرى فاصلا إلى عمله بعد أن وصله وخلع عليه وحمله وسار سعيد بن موسى في العساكر إلى تلمسان واحتل بها في صفر من سنة ستين وزحف إليه جموع بنى عامر وسلطانهم أبو حمو موسى بن يوسف فغلبوهم على الضاحية وأحجزوهم بالبلد ثم ناجزوهم الحرب أياما واقتحموها عليهم لليال خلون من ربيع واستباحوا من كان بها من العسكر وامتلأت أيديهم من أسلابهم ونهابهم وخلص سعيد بن موسى بابن السلطان إلى حلة صغير بن عامر فأجاره ومن جاء على اثره من قومه وأوفد برجالات من بنى عامر ينصبون له الطريق أمامه إلى أن أبلغوه مأمنه من دار ملكهم واستولى أبو حمو على ملك تلمسان واستأثر بالهدية التي ألفى بمودعها كان السلطان أبقاها وبعث بها إلى صاحب برشلونة؟؟ ابن لقيط وبعث إليه فيها بفرس أدهم من مقرباته بمركب ولجام مذهبين ثقيلين فاتخذ أبو حمو ذلك الفرس لركوبه وصرف الهدية في مصارفة ووجوه مذاهبه والله غالب على أمره {الخبر عن نهوض الوزير مسعود بن ماسى إلى تلمسان وتغلبه عليها ثم انتقاضه ونصبه سليمان بن منصور للامر} لما بلغ الوزير الحسن بن عمر خبر تلمسان واستيلاء أبى حمو عليها جمع مشيخة بنى مرين وأمرهم بالنهوض إليها فأبوا عليه من النهوض بنفسه وأشاروا بتجهيز العساكر ووعدوه مسيرهم كافة ففتح ديوان العطاء وفرق الأموال وأسنى الصلات وأزاح العلل وعسكر بساحة البلد الجديد ثم عقد عليهم لمسعود بن رحو بن ماسى وحمل معه المال وأعطاه الآلة وسار في الألوية والعساكر وكان في جملته منصور بن سليمان بن منصور بن أبي مالك بن يعقوب بن عبد الحق وكان الناس يرجفون بأن سلطان المغرب صائر إليه بعد مهلك بي عنان وشاع ذلك على ألسنة الناس وذاع وتحدث به السمر والندمان وخشى منصور على نفسه لذلك فجاء إلى الوزير الحسن وشكا إليه ذلك فانتهره أن يختلج بفكره هذا الوسواس انتهارا خلا من وجه السياسة فانزجر واقتصر ولقد شهدت
(٣٠٢)