بغرناطة وطمعوا في التهامها ثم إن الله نفس مخنقهم ودافع بيد قدرته عنهم وكيف لعثمان بن أبي العلاء وعصبته واقعة كانت أغرب الوقائع صمموا إلى موقف الطاغية بجملتهم وكانوا زهاء مائتين أو أكثر وصابروهم حتى خالطوهم في مراكزهم فصرعوا بطرة وجوان وولوهم الادبار واعترضتهم من ورائهم مسارب الماء للشرب من شقيل فتطارحوا فيها وهلك أكثرهم واكتسحت أموالهم وأعز الله دينه وأهلك عدوه ونصب رأس بطرة بسور البلد عبرة لمن يذكر وهو باق هنالك لهذا العهد والله تعالى أعلم * (الخبر عن صهر الموحدين والحركة إلى تلمسان على اثره وما تخلل ذلك من الاحداث) * لما انفرج الحصار عن ولد يغمراسن بن زيان أحد ملوك بنى عبد الواد سنة ست وتجافى أبو ثابت عن بلادهم ونزل لهم عما كان بنو مرين ملكوه منها بسيوفهم واستقل أبو حمو بملك بنى عبد الواد على رأس الحول منها صرف نظره واهتمامه إلى بلاد المشرق فتغلب على بلاد مغراوة ثم على بلاد بنى توجين ومحا منها أثر سلطانهم ولحق أعياصهم من ولد عبد القوى بن عطية ولد منديل بن عبد الرحمن بالموحدين بنى أبى حفص مع من تبعهم من رؤس قبائلهم وصاروا في جملة عساكرهم واستلحق مولانا السلطان أبو يحيى وحاجبه يعقوب بن عمر منهم جندا كثيفا أثبتهم في الديوان وغالب بهم الخوارج والمنازعين للدولة ثم زحف أبو حمو إلى الجزائر وغلب بن علان عليها سنة ونقله إلى تلمسان ووفى له وفر بنو منصور أمراء مليكش أهل بسيط متيجة من صنهاجة فلحقوا بالموحدين واصطنعوهم وتملك قاصية المغرب الأوسط وتاخم عمل الموحدين بعمله ثم تغلب على تدلس سنة ثنتي عشرة وتحنى على مولانا السلطان أبى يحيى بما وقع بينهم من المراسلة أيام انتزى ابن مخلوف ببجاية كما ذكرناه في أخباره فحث عزائمه لمنزلتها وطلب بلاد الموحدين وأوطأ عساكره أرضهم ونازل أمصارهم بجاية وقسنطينة واختص بجاية بشوكته من ذلك وجهز العساكر مع مسعود ابن عمه أبى عامر إبراهيم بمضايقتها وكان خلال ذلك ما قدمناه من خروج محمد بن يوسف بن يغمراسن عنه سنة ؟؟ وقيام بنى توجين بأمره واقتطاع جبل وانشريس من عمالة ملكه واستمرت الحال على ذلك حتى هلك السلطان أبو حمو سنة ثمان عشرة وقام بأمرهم ابنه أبو تاشفين عبد الرحمن فصنع له في ابن عمه محمد بن يوسف ونهض إليه بعساكر بنى عبد الواد حتى نازلة بمعتصمه من جبل وانشريس وداخله عمر بن عثمان كبير بنى تيغرين في المكر به فتقبض عليه وقتله سنة تسع عشرة وارتحل إلى بجاية حتى احتل بساحتها وامتنع
(٢٥٠)