غمامه وحدثته نفسه بالانتزاء فدعا لنفسه وأضرم بلاد كومية وما إليها من السواحل نارا وفتنة فجمع له السلطان أبو ثابت ونهض إلى كومية فاستباحهم قتلا وسبيا واقتحم هنين ثم ندرومة بعدها وتقبض على إبراهيم بن عبد الملك الخارج فجاء به معتقلا إلى تلمسان وأودعه السجن فلم يزل به إلى أن قتل بعد أشهر وكانت أمصار المغرب الأوسط وثغوره لم تزل على طاعة السلطان أبى الحسن والقيام بدعوته وبها حاميته وعماله وأقر بها إلى تلمسان مدينة وهران كان بها القائد عبد بن سعيد بن جانا من صنائع بنى مرين قد ضبطها ولقبها وملأها أقواتا ورجلا وسلاحا وملا مرساها أساطيل فكان أول ما قدموه من أعمالهم النهوض إليه فنهض السلطان أبو ثابت بعد أن جمع قبائل زناتة والعرب ونزل على وهران وحاصرها أياما وكان في قلوب بنى راشد احلافهم مرض فداخلوا قائد البلد في الانقضاض على السلطان أبى ثابت ووعدوه الوفاء بذلك عند المناجزة فبرز وناجزهم الحرب فانهزم بنو راشد وجروا الهزيمة على من معهم وقتل محمد ابن يوسف بن عنان بن فارس أخي يغمراسن بن زيان من أكابر القرابة وانتهب المعسكر ونجا السلطان أبو ثابت إلى تلمسان إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن لقاء أبى ثابت مع الناصر ابن السلطان أبى الحسن وفتح وهران بعدها) * كان السلطان أبو الحسن بعد وقعة القيروان قد لحق بتونس فأقام بها والعرب محاصرون له ينصبون الأعياص من الموحدين لطلب تونس واحدا بعد آخر كما ذكرناه في أخبارهم وبينما هو مؤمل الكرة ووصول المدد من الغرب الأقصى إذ بلغه الخبر بانتثار السكك أجمع وبانتقاض ابنه وحافده ثم استيلاء بنى عنان على المغرب كله ورجوع بنى عبد الواد ومغراوة وتوجين إلى ملكهم بالمغرب الأوسط للدعوة التي كانت قائمة له بأمصاره في الجزائر ووهران وجبل وانشريس وكان به نصر بن عمر بن عثمان بن عطية قائما بدعوته وأن يكون عريف بن يحيى في جملة الناصر لمكانه من السلطان ومكان قومه من الولاية وكان ذلك من عريف تفاديا من المقام بتونس فأجاب إليه السلطان وبعثهم جميعا ولحق الناصر ببلاد حصين فأعطوه الطاعة وارتحلوا معه ولقيه العطاف والديالم وسويد فاجتمعوا إليه وتألبوا معه وارتحلوا يريدون منداس وبينما الأمير أبو ثابت يريد معاودة الغزو إلى وهران إذ فجأه الخبر بذلك فطير به إلى السلطان أبى عنان وجاءه العسكر من بنى مرين مددا صحبة أبى زيان ابن أخيه أبى سعيد كان مستقرا بالمغرب منذ نهوضهم إلى القيروان وبعث عنه أبوه فجاء مع المدد من العساكر والمال ونهض أبو ثابت من تلمسان أول المحرم سنة خمس وبعث إلى مغراوة بالخبر فقعدوا عن مناصرته ولحق ببلاد العطاف فلقيه الناصر هنالك في جموعه بوادي ورك آخر شهر
(١١٧)