من ورطتها ولم ير لها الأولى عهد السلطان ابنه أبا يوسف فخاطبه بمكانه من المغرب مستصرخا لرفع هذا الخرق وجمع كلمة المسلمين على عدوهم فأجابه واغتنم المثوبة في مسعاه وأجاز لشهر صفر فوافى في أمير المسلمين بمعسكره على مالقة ورغب منه السلم لابن الأحمر عن شأن مالقة والتجافي له عنها فأسعف رغبة ابنه لما يؤمل في ذلك من رضا الله في جهاد عدوه واعلاء كلمته وانعقد السلم وانبسط أمل ابن الأحمر وتجددت عزائم المسلمين وقفل السلطان إلى الجزيرة وبث السرايا في دار الحرب فأوغلوا وأثخنوا ثم استأنف الغزو بنفسه إلى طليطلة فخرج من الجزيرة غازيا غرة ربيع الثاني من سنة ثنتين وثمانين حتى انتهى إلى قرطبة فأثخن وغنم وخرب العمران وافتتح الحصون ثم ارتحل نحو البرت وخلف معسكره بظاهر ساسة وأغد السير في أرض قفر لليلتين انتهى إلى البرت من نواحي طليطلة فسرح الخيل في البسائط حتى تقرى جميع ما فيها ولم ينته إلى طليطلة لتثاقل الناس بكثرة الغنائم وأثخن في القتل وقفل على غير طريقه فأثخن وخرب وانتهى إلى؟؟ ووقف بساحتها والعدو منحجزون ثم رجع إلى معسكره بساسة وأراح ثلاثا ينسف آثارها ويقتلع أشجارها وقفل إلى الجزيرة فاحتل بها شهر رجب وقسم الغنائم ونفل من الخمس وولى على الجزيرة حافده عيسى بن الأمير أبى مالك ابنه فهلك شهيدا بالمعرى لشهرين من ولايته وأجاز السلطان غرة شعبان إلى المغرب ومعه ابنه أبو زيان منديل وأراح بطنجة ثلاثا وأغذ السير إلى فاس فاحتل بها آخر شعبان ولما قضى صيامه ونسكه ارتحل إلى مراكش لتمهيدها وتفقد أحوالها وقسم من نظره لنواحي سلا وازدرد فأقام برباط الفتح شهرين اثنين واحتل مراكش فاتح ثلاث وثمانين وبلغه مهلك الطاغية ابن أدفونش واجتماع النصرانية على ابنه شانجة الخارج عليه فتحركت إلى الجهاد عزائمه وسرح الأمير أبا يعقوب ولى عهده بالعسكر إلى بلاد السوس لغزو العرب وكف عاديتهم ومحو آثار الخوارج المنتزين على الدولة فأجفلوا أمامه واتبع آثارهم إلى الساقية الحمراء آخر العمران من بلاد السوس فهلك أكثر العرب في تلك القفار مسغبة وعطشا وقفل لما بلغه من اعتلال أمير المؤمنين ووصل إلى مراكش وقد أبل وقد اعتزم على الجهاد والغزو شكر الله كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن إجازة السلطان أبى يوسف الرابعة ومحاصرة شريش وما تخلل ذلك من الغزوات} لما اعتزم أمير المسلمين على الإجازة واعترض جنوده وحاشيته وأزاح عللهم وبعث في قبائل المغرب بالنفير ونهض من مراكش في جمادى الآخرة لثلاث وثمانين
(٢٠٦)