له السلم ثم استراب يعيش بن يعقوب بن عبد الحق بمكانه عند أخيه السلطان أبى سعيد لما سعى فيه عنده فنزع عنه إلى تلمسان وأجاره السلطان أبو حمو على أخيه فأحفظه ذلك ونهض إلى تلمسان سنة أربع عشرة وعقد لابنه الأمير أبى على وبعثه في مقدمته وسار هو في الساقة ودخل أعمال تلمسان على هذه التعبية فاكتسح بسائطها ونازل وجدة فقاتلها وضيق عليها ثم تخطاها إلى تلمسان فنزل بساحتها وانحجر موسى بن عثمان من وراء أسوارها وغلب على ضواحيها ورعاياها وسار السلطان أبو سعيد في عساكره يتقرى شعارها وبلادها بالحطم والانتساف والعيث فلما أحيط به وثقلت وطأة السلطان عليه وحذر المغبة منه ألطف الحيلة في خطاب الوزراء الذين كان يسرب أمواله فيهم ويخادعهم من نصائح سلطانهم حتى اقتضى مراجعتهم في جاره يعيش بن يعقوب وإدالته من أخيه ثم بعث خطوطهم بذلك إلى السلطان أبى سعيد فامتلأ قلبه منها خشية ورهبة واستراب بالخاصة والأولياء ونهض إلى المغرب على تعبيته ثم كان خروج ابنه عمر عليه بعد مرجعه وشغلوا عن تلمسان وأهلها برهة من الدهر حتى جاء أمر الله في ذلك عند وقته والله تعالى أعلم * (الخبر عن مبدأ حصار بجاية وشرح الداعية إليه) * لما رجع السلطان أبو سعيد إلى المغرب وشغل عن تلمسان فزع أبو حمو لأهل القاصية من عمله وكان راشد بن محمد بن ثابت بن منديل قد جاء من بلاد زواوة أثناء هذه الغمرة فاحتل بوطن شلب واجتمع إليه أو شاب قومه وحين تجلت الغمرة عن السلطان أبى حمو نهض إليه بعد أن استعمل ابنه أبا تاشفين على تلمسان وجمع له الجموع ففر أمامه ناجيا إلى مثوى اغترابه ببجاية وأقام بنو سعيد بمعاقلهم من جبال شلب على دعوته فاحتل السلطان أبو حمو بوادي تمل فخيم به وجمع أهل أعماله الحصار بنى أبى سعيد شيعة راشد بن محمد واتخذ هنالك قصره المعروف باسمه وسرح العساكر لتدويخ القاصية ولحق به هنالك الحاجب بن أبي؟؟ حين مرجعه من الحج سنة احدى عشرة وسبعمائة فأغراه بملك بجاية ورغبه فيه وكان قد ثاب له طمع منذ رسالة السلطان مولانا أبى يحيى إليه وذلك أنه لما انتقض على أخيه خالد ودعا لنفسه بقسنطينة ونهض إلى بجاية فانهزم عنها كما قدمناه في أخباره وأوفد على السلطان أبى حمو بعض رجال دولته مغريا له بابن خلوف وبجاية ثم بعث إليه ابن خلوف أيضا يسأله المظاهرة والمدد فأطمعه ذلك في ملك بجاية (ولما هلك) ابن خلوف كما قدمناه لحق به كاتبه عبد الله بن هلال فأغراه واستحثه وشغله عن ذلك شأن الجزائر فلما استولى على الجزائر بعث مولاه مسامحا في عسكر مع ابن أبي حي فبلغوا إلى جبل الزاب وهلك ابن أبي حي ورجع مسامح ثم شغله
(١٠٢)