البلد الجديد لحق به يحيى بن رحو وكان له صديقا ملاطفا فتنكر له توفية لعمر بن عبد الله وصاحبه مسعود وبعثه إلى الجبل ولم يشهدا لجمع فذهب مغاضبا ولحق بسجلماسة بالسلطان عبد الحليم وهلك في بعض حروبه مع العرب ولما انفض عبد المؤمن وأجفل عبد الحليم من تازى ولحقوا بسجلماسة واستوسق الامر لعمر بن عبد الله وفرغ من شأن المنازعين ومضايقتهم له رجع إلى ما كان يؤمله من الاستظهار على أمره بمسعود ابن ماسى واخوته وأقاربه لمكان الصهر الذي بينهما فاستقدمه للوزارة مرضاة لبنى مرين لما كانوا عليه من استمالتهم لجميع المذاهب والاغضاء عما نالوه به من النكاية وكان عامر بن محمد مجمعا القدوم على السلطان فقدم في صحابته ونزلا من الدولة بخير منزل وعقد السلطان لمسعود بن رحو على وزارته بإشارة الوزير عمر فاضطلع بها ودفعه عمر إليها استمالة إليه وثقة بمكانه واستظهارا بعصابته وعقد مع عامر بن محمد الحلف على مقاسمة المغرب من لحم وأدم رفيع وجعل امارة مراكش لابي الفضل بن السلطان أبى سالم اسعافا بغرض عامر بن محمد في ذلك وأصهر عامر إليهم في بنت مولانا السلطان أبى يحيى المتوفى عنها السلطان أبو عنان فحملوا أولياءها على العقد عليها وانكفأ راجعا إلى مكان عمله بمراكش يجر الدنيا وراءه عزا وثروة وتابعا لجمادى من سنة ثلاث وستين وصرف عمر عزيمته إلى تشريد عبد الحليم وأخيه من سجلماسة كما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن زحف الوزير عمر بن عبد الله إلى سجلماسة) * لما احتل عبد الحليم واخوته بسجلماسة اجتمع إليهم عرب المعقل كافة بحللهم واقتضوا خراج البلد فوزعوه فيهم وانتضوا على الطاعة رهنهم وأقطعهم جنات المختص بأسرها واعصوصبوا عليه واستحثه يحيى بن رحو ومن هنالك من مشيخة بنى مرين إلى النهوض للمغرب فأجمع أمره على ذلك وتدبر الوزير عمر أمره وخشى أن يضطره حموه فأجمع إليه الحركة ونادى في الناس بالعطاء والرحلة فاجتمعوا إليه وبث العطاء فيهم واعترض العساكر وأزاح العلل وارتحل من ظاهر فاس في شعبان من سنة ثلاث وستين وارتحل معه ظهيره مسعود بن ماسى وبرز السلطان عبد الحليم إلى لقائهم ولما تراءت الفيئات بتاغز وطت عند فرج الجبل المفضى من تلول المغرب إلى الصحراء هموا باللقاء ثم تواقفوا أياما وتمشت بينهم رجالات العرب في الصلح والتجافي لعبد الحليم عن سجلماسة تراث أبيه فعقد بينهما وافترقا ورجع كل واحد منها إلى عمله ومكانه من سلطانه ودخل عمر والوزير مسعود إلى البلد الجديد في رمضان من سنته وتلقاهما سلطانهما بأنواع المبرة والكرامة ونزع الوزير محمد بن السبيع عن السلطان عبد الحليم إلى الوزير عمر وسلطانه فتقبل وحل محل التكرمة والردافة للوزارة واستقر كل
(٣١٩)