وأسر رجال من مرين أعزة * عمائمها بيض وآمالها سمر عليهم من الماذي كل مفاضة * تدافع في أعطافها اللجج الخضر هم القوم ان هبوا لكشف ملمة * فلا الملتقى صعب ولا المرتقى وعر إذا سئلوا أعطوا وان نوزعوا سطوا * وان وعد وأوفوا وان عاهدوا بروا وان سمعوا العواء وافوا بأنفس * كرام على هاماتها في الورى البر وان مدحوا هزوا ارتياحا كأنهم * نشاوى تمشت في معاطفهم خمر وتبسم ما بين الوشيج ثغورهم * وما بين قضب الدوح يبتسم الزهر أمولاي غاضت فكرتي وتبدلت * طباعي فلا طبع يقيني ولا فكر ولولا حنان منك داركتني به * وأحييتني لم يبق عين ولا أثر فأوجدت منى فائتا أي فائت * وأنشرت ميتا ضم اشلاءه قبر بدأت بفضل لم أكن لعظيمه * بأهل فحل اللطف وانشرح الصدر وطوقتني النعما المضعفة التي * يقل عليها منى الحمد والشكر وأنت بتتميم الصنائع كافل * إلى أن يعود العزو الجاه والوفر جزاك الذي أسنى مقامك رحمة * تفك بها العاني وينفس مضطر إذا نحن أثنينا عليك بمدحة * فهيهات يحصى الرمل أو يحصر القطر ولكننا نأتي بما نستطيعه * ومن بذل المجهود حق له العذر ثم انقضى المجلس وانصرف ابن الأحمر إلى نزله وقد فرشت له القصور وقربت له الجياد بالمراكب المذهبة وبعث إليه بالكسا الفاخرة ورتب الجرايات له ولمواليه من المعلوجي وبطانته من الصنائع وانحفظ عليه رسم سلطانه في الركب والرجل ولم يفقد من ألقاب ملكه الا الأداة أدبا مع السلطان واستقر في جملته إلى أن كان من لحاقه بالأندلس وارتجاع ملكه سنة ثلاث وستين ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن انتقاض الحسن بن عمر وخروجه بتادلا وتغلب السلطان عليه ومهلكه) * لما فصل الوزير الحسن بن عمر إلى مراكش واستقر بها تأثل له بها السلطان ورياسة نفسها أهل مجلس السلطان وسعوا في تنكر السلطان له حتى أظلم الجو بينهما وشعر الوزير بذلك فارتاب بمكانه وخشى بادرة السلطان على نفسه وخرج من مراكش في شهر صفر من سنة احدى وستين فلحق بتادلا منحرفا عن الطاعة مرتكبا أمره وتلقاه بنو عابر من جشم واعصوصبوا عليه وأجاروه وجهز السلطان عساكره إلى حربه وعقد عليها لوزيره الحسن بن يوسف وسرحه إليه فاحتل بتادلا ولحق الحسن بن عمر بالجبل واعتصم به مع الحسين بن علي الورديغى كبيرهم وأحاطت بهم العساكر وأخذوا بمخنقهم وداخل الوزير
(٣٠٩)