سنة خمس وستين واجتمعوا إلى ولده وبقيت في ملكته خمسة أشهر ثم استولى عليها الغرفي فنهض بعساكره من الرجل برا وبحرا واستولى عليها وفر ابن الأمير ولحق بتونس ونزل على المستنصر واستقرت طنجة في إيالة الغرفي فضبطها وقام بأمرها وولى عليها من قبله وأشرك الملا من أشرافها في الشورى ونازلها الأمير أبو مالك سنة ست وستين فامتنعت عليه وأقامت على ذلك؟؟ حتى إذا انتظم السلطان أبو يوسف ببلاد المغرب في مملكته واستولى على حضرة مراكش ومحا دولة بنى عبد المؤمن وفرغ من أمر عدوة يغمراسن وهم بتلك الناحية واستضافة عملها فأجمع الحركة إليها ونازل طنجة مفتتح سنة ثنتين وسبعين بما كانت في البسيط من دون سبتة وأقام عليها أياما ثم اعتزم على الافراج عنها فقذف الله في قلوبهم الرعب وافترق بينهم وتنادى في بعض الناشية من السور بشعاب بنى مرين فبادر سرعان أناس إلى تسور حيطانها فملكوها عليهم وقاتلوا أهل البلد ظلام ليلتهم ثم دخلوا البلد من صبيحتها عنوة ونادى منادى السلطان في الناس بالأمان والعفو عن أهل البلد فسكن روعهم ومهد وفرغ من شأن طنجة ثم بعث ولده الأمير أبا يعقوب في عساكر ضخمة لمنازلة الغرفي في سبتة وارغامه عن الطاعة فنازلها أياما ثم لاذ بالطاعة على المنعة واشترط على نفسه خراجا يؤديه كل سنة فتقبل السلطان منه وأفرجت عساكره عنهم وقفل إلى حضرته وصرف نظره إلى فتح سجلماسة وازعاج بنى عبد الواد المتغلبين عليها كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن فتح سجلماسة ودخولها عنوة على بنى عبد الواد والمنبات من عرب المعقل} قد ذكرنا ما كان من تغلب الأمير أبى يحيى بن عبد الحق على سجلماسة وبلاد درعة وأنه عقد عليها وعلى سائر بلاد القبلة ليوسف بن يزكاسن وأنزل معه ابنه مفتاحا المكنى بأبي حديد في مشيخته لحياطتها وأن المرتضى سرح وزيره ابن عطوش سنة أربع وخمسين في العساكر لارتجاعها فنهض الأمير أبو يحيى إليه وشرده عنها ورجعه على عقبه وأن يغمراسن بن زيان من بعد واقعة أبى سليط سنة خمس وخمسين قصدها لعورة دل عليها وغرة أمل اصابتها فسابقه إليها الأمير أبو يحيى وما لقه من دونها ورجع عنها خائب المسعى مفلول الحامية وكان الامر أبو يحيى من بعد أن عقد عليها ليوسف ابن يزكاسن عقد عليها من بعده لسنة ونصف من ولايته ليحيى بن أبي منديل كبير بنى عسكرا قتالهم ومقاسميهم نسب محمد بن وطيص ثم عقد عليها لشهرين لمحمد بن عمران ابن عبلة من بنى يرسان صنائع دولتهم واستعمل معه على الجباية أبا طالب الحبشي وجعل مسلحة الجند بها لنظر أبى يحيى القطراني وملكه قيادتهم وأقاموا على ذلك
(١٨٧)