ابن الأحمر فتذمم بطاعة صاحب المغرب وأقام دعوته بوادي آش سنة ست وثمانين فلم يعرض لها ابن الأحمر حتى إذا وقعت المواصلة بينه وبين ابن السلطان أبى يعقوب وكان شأن هذا الصهر على يده بعث رسله إلى السلطان يسأله التجافي عن وادى آش فتجافى له عنها وبعث إلى أبي الحسن بن اشقيلولة بذلك فتركها وارتحل إليه سنة سبع وثمانين ولقيه بسلا فأعطاه القصر الكبير وأعماله طعمة سوغه إياها ثم لم تزل البنية آخر دولتهم واستمكن ابن الأحمر من وادى آش وحصونها ولم يبق له بالأندلس منازع من قرابته والله أعلم * (الخبر عن خروج الأمير أبى عامر ونزوعه إلى مراكش ثم فيئته إلى الطاعة) * لما احتل السلطان بفاس وأقام بها خرج عليه ابنه أبو عامر ولحق بمراكش ودعا لنفسه أخريات شوال من سنة سبع وثمانين وساعده على الخلاف والانتزاء عاملها محمد بن عطوا وخرج السلطان في أثره إلى مراكش فبرز إلى لقائه فكانت الدائرة عليهم وحاصرهم السلطان بمراكش أياما ثم خلص أبو عامر إلى بيت المال فاستصفى ما فيه وقتل المشرف بن أبي البركات ولحق بجبال المصامدة ودخل السلطان من عده إلى البلد يوم عرفة فعفا وسكن ونهض منصور ابن أخيه الأمير أبو مالك من السوس إلى حاحة فدوخ أنحاءها ثم سرح إليه المدد من مراكش فأوقعوا بركنة من برابرة السوس وقتل منهم ما يناهز أربعين من سرواتهم وكان فيمن قتل منهم شيخهم حيون بن إبراهيم ثم إن ابنه أبا عامر ضاق ذرعه بسخط أبيه واجلابه في الخلاف فلحق بتلمسان ومعه وزيره ابن عطوا فاتح سنة ثمان وثمانين فآواهم عثمان بن يغمراسن ومهد لهم المكان ولبثوا عنده أياما ثم عطفت السلطان على ابنه رحم كما عطفت ابنه عليه فرضى عنه وأعاده إلى مكانه وطالب عثمان بن يغمراسن أن يسلم إليه ابن عطوا الناجم في النفاق مع ابنه فأبى من إضاعة جواره واخفار ذمته وأغلظ له الرسول في القول فسطا به واعتقله فثارت من السلطان الحفائظ الكامنة وتحركت الإحن القديمة والنزلات المتوارثة واعتزم على غزو تلمسان والله أعلم {الخبر عن تجدد الفتنة مع عثمان بن يغمراسن وغزو السلطان مدينة تلمسان ومنازلته إياها} كانت الفتنة بين هذين الحيين قديمة من لدن مجالاتهم بالقفر من حمراء ملوية إلى صا إلى فيكيك ولما انتقلوا إلى التلول وتغلبوا على الضواحي بالمغرب الأقصى والأوسط لم تزل فتنتهم متصلة وأيام حروبهم فيها مذكورة وكانت دولة الموحدين عند اختلالها والتياثها تستنصر منهم بالتضريب بينهم والفتنة فتكاءدت لذلك أحوالها واتصلت
(٢١٣)