فرارا من محله وقد كان السلطان أبو يوسف حين انتقضوا عليه أشخصهم إلى الأندلس فاجتمع منهم عند ابن الأحمر عصابة من أولاد عبد الحق كما قلناه وأولاد وسناف وأولاد برول وتاشفين بن معطى كبير بنى تيربيعن من بنى محمد وتبعهم أولاد محلى أخوال السلطان أبى يوسف وكان ابن الأحمر كثيرا ما يعقد لهم على الغزاة المجاهدين من زناتة لدار الحرب فعقد أو لا لموسى بن رحو سنة ثلاث وسبعين ولأخيه عبد الحق بعد انصرافه إلى المغرب ثم لإبراهيم بن عيسى بعد انصرافهما معا كما قلناه ثم رجعا فقعد لموسى بن رحو ثانية على أشياخه وأثبت له قدما في الرياسة ليحسن به دفاع السلطان أبى يوسف عنهم ثم تداولت الامارة فيهم ما بينهم وبين عمر منهم وربما عقد قبل ذلك أزمان الفترة ليعلى بن أبي عياد بن عبد الحق في بعض الغزوات ولتاشفين بن معطى في أخرى سنة تسع وسبعين ومعه طلحة بن محلى فاعترضوا الطاغية دون حصر المسلمين وربما كان لهم الظهور ثم حدثت الفتنة بينه وبين السلطان أبى تاشفين وعقد ابن الأحمر في بعض حروبه معه ليعلى بن أبي عياد على زناتة جميعا وحاشهم إلى رايته فانفضت جموع أبى يوسف وظهروا عليه وتقبضوا في المعركة على ابنه منديل واستاقوه أسيرا إلى أن أطلقه السلطان ابن الأحمر في سلم عقده عبد مهلكه مع أبيه يوسف بن يعقوب واستبد موسى بن رحو من بعدها بامارة الغزاة بالأندلس إلى أن هلك فوليها من بعده أخوه عبد الحق إلى أن هلك سنة تسع وسبعين وكان مظفر الراية على عدو المسلمين ولما هلك ولى من بعده ابنه حمو بن عبد الحق فكانت هذه الامارة متصلة في نبي رحو إلى أن انتقلت منهم إلى إخوانهم من بنى أبى العلاء وغيرهم واندرج حمو في جملة عثمان ابن أبي العلاء من بعد حسبما نذكر وأما إبراهيم بن عيسى الوسنا في فإنه رجع إلى المغرب ونزل على يوسف بن يعقوب وقتله بمكانه من حصار تلمسان بعد حين من الدهر وبعد أن كبر وعمى والله مالك الأمور لا رب غيره وكان مهلك ابن أبي عياد سنة سبع وثمانين ومعطى بن أبي تاشفين سنة تسع وثمانين وطلحة بن محلى سنة ست وثمانين والله أعلم * (الخبر عن عبد الحق بن عثمان شيخ الغزاة بالأندلس) * كان عبد الحق هذا من أعياص الملك المريني وهو من ولد محمد بن عبد الحق ثاني الأمراء على بنى مرين بعد أبيهم عبد الحق وهلك أبوه عثمان بن محمد بالأندلس احدى أيام الجهاد سنة تسع وسبعين وربى عبد الحق هذا في حجر السلطان يوسف بن يعقوب إلى أن كان من أمر خروجه مع الوزير رحو بن يعقوب على السلطان أبى الربيع ما ذكرناه في أخباره ولحق بتلمسان وأجاز منها إلى الأندلس وسلطانه يومئذ أبو الجيوش ابن السلطان
(٣٦٨)