أبى تاشفين والله أعلم * (الخبر عن عثمان بن أبي العلاء من أمراء الغزاة المجاهدين بالأندلس) * كان أولاد سوط النساء من ولد عبد الحق أهل عصابة واعتزاز على قومهم وهم أولاد إدريس وعبد الله ابنيها الشقيقين كما ذكرناه وكان مهلك إدريس الأكبر يوم مهلك أبيه بتافريطت ومهلك عبد الله قبله وخلف عبد الله ثلاثة من الولد شعب فيهم نسله وهم يعقوب ورحو وإدريس واستعمل أبو يحيى بن عبد الحق يعقوب منهم على سلا عند افتتاحه إياها سنة تسع وأربعين ثم انتزى بها بعد ذلك على عمه يعقوب سنة ثمان وخمسين وكان من شأن ثورة النصارى به ما ذكرناه واستخلصها يعقوب بن عبد الحق ولحق يعقوب بن عبد الله بعلودان من بلاد غمارة وامتنع بها وخرج على أثره ابنا عمه إدريس وهما عامر ومحمد وانتزوا بالقصر الكبير ولحق بهم كافة أولاد سوط النساء وطالبهم السلطان فلحقوا بجبال غمارة ونازلهم ثم استنزلهم بعد ذلك على الأمان وعقد لعامر على الغزو إلى الأندلس سنة ستين كما ذكرناه وأجاز معه رحو بن عبد الله ورجع محمد بن عامر ومر إلى تلمسان سنة ثمانين وأجاز منها إلى الأندلس ثم خرجوا على السلطان يعقوب بن عبد الحق سنة تسع وثمانين ومعهم ولد أبى عياد بن عبد الحق واعتصموا بعلودان واستنزلهم السلطان على اللحاق بتلمسان فلحقوا بها وأجاز أولاد سوط النساء وأولاد أبى عياد كافة إلى الأندلس واستقروا بها يومئذ ورجع عامر منهم ومحمد وكان من خبره ما نذكر وهلك يعقوب بن عبد الله سنة ثمان وستين في اغترابه بقفوله من رباط الفتح قتله طلحة بن محلى واستقر بنوه من أولاد سوط النساء بالمغرب وكان ابنه أبو ثابت أميرا على بلاد السوس أيام السلطان يوسف بن يعقوب وأوقع بالركبة سنة تسع وتسعين ولم يزل بنوه بالمغرب من يومئذ وكان من اخوته أبى العلاء ورحو بن عبد الله بن عبد الحق تشعب نسله فيهما وأجاز رحو إلى الأندلس مع عامر ومحمد ابن عمه إدريس ثم أجاز موسى ابنه سنة تسع وتسعين مع أولاد أبى عياد وأولاد سوط النساء ثم رجع إلى محله من الدولة وفر ثانيا سنة خمس وسبعين إلى تلمسان وأجاز منها إلى الأندلس واستقر بها وأجاز أولاد أبى العلاء سنة خمس وثمانين مع أولاد أبى يحيى بن عبد الحق وأولاد عثمان بن عبد الحق واستقروا بالأندلس وكانوا يرجعون في رياستهم لكبيرهم عبد الله بن أبي العلاء وعقد له ابن الأحمر على الغزاة من زناتة فيمن كان يعقد لهم من زناتة قبل استقرار المنصب إلى أن هلك شهيدا في احدى غزوات سنة ثلاث وتسعين وعقد المخلوع ابن الأحمر لأخيه عثمان بن أبي العلاء على حامية مالقة وغربيها من الغزاة لنظر ابن عمه الرئيس أبى سعيد فرج بن إسماعيل بن يوسف بن نصر ولما غدر الرئيس أبو سعيد بسبتة سنة خمس وتمت له
(٣٧٠)