{الخبر عن بنى خزرون ملوك سجلماسة من الطبقة الأولى من مغراوة وأولية ملكهم ومصائره} كان خزرون بن فلفول من أمراء مغراوة وأعيان بنى خزر ولما غلبهم بلكين بن زيرى على المغرب الأوسط تحيزوا إلى المغرب الأقصى وراء ملوية وكان بنو خزر يدينون بالدعوة المروانية كما ذكرناه وكان المنصور بن أبي عامر القائم بدولة المؤيد قد اقتصر لأول حجابته من أحوال العدوة على ضبط سبتة برجال الدولة ووجوه القواد وطبقات العسكر ودفع ما وراءها إلى أمراء زناتة من مغراوة وبنى يفرن ومكناسة وعول في ضبط كوره وسداد ثغوره عليهم وتعهدهم بالعطاء وأفاض فيهم الاحسان فازدلفوا إليه بوجوه التقربات وأسباب الوصائل وكان خزرون بن فلفول هذا زحف يومئذ إلى سجلماسة وبها المعتز من أعقاب آل مدرار فانتزى بها أخوه المنتصر بعد قفول جوهر من المغرب وظفر بأميرهم الشاكر لله محمد بن الفتح فوثب المنتصر من أعقابهم بعده على سجلماسة وتملكها ثم وثب به أخوه أبو محمد سنة ثنتين وخمسين وثلثمائة فقتله وقام بأمر سجلماسة وأعاد بها ملك بنى مدرار وتلقب المعتز بالله فزحف إليه خزرون بن فلفول سنة
(٣٧)