على ما ضاع منها وأصبح السلطان بمكانه من القصبة فركب واجتمع إليه من حضر من الأولياء والقبائل وغدا على البلد الجديد وطاف بها يروم منها منفذا فاستعصب واضطرب معسكره بكدية العرائس لحصارها ونادى في الناس بالاجتماع إليه ونزل عند قائلة الهاجرة بفسطاطه فتسايل الناس عنه إلى البلد الجديد فوجا بعد فوج بمرأى منه إلى أن سار إليها أهل مجلسه وخاصته فطلب النجاء بنفسه وركب في لمة من الفرسان مع وزرائه مسعود بن رحو وسليمان بن داود ومقدم الموالى والجند ببابه سليمان بن نصار وأذن لابن مرزوق في الدخول إلى داره ومضى على وجهه ولما غشيهم الليل انفضوا عنه ورجع الوزير إلى دار الملك فقبض عليهما عمر بن عبد الله ومساهمه غريسة بن أنطول واعتقلاهما متفرقين وأشخص علي بن مهدي وبدر يجن في طلب السلطان فعثر عليه نائما في بعض المحاشر بوادي ورغة وقد نزع عنه لباسه اختفاء بشخصه وتوارى على العيون بمكانه فتقبض عليه وحمله على بغل وطير الخبر إلى عمر بن عبد الله فأزعج لتلقيه شعيب بن ميمون بن ور دار وفتح الله بن عامر بن فتح الله وأمرهما بقتله وانفاذ رأسه فلقياه بخندق القصب إزاء كدية العرائس فأمر بعض جنود النصارى أن يتولى ذبحه وحمل رأسه في مخلاة فوضعه بين يدي الوزير والمشيخة واستقل عمر بالأمر ونصب الموسوس تاشفين يموه به على الناس وذوات الأمور إلى غاياتها ولكل أجل كتاب {الخبر عن الفتك بابن أنطول قائد العسكر من النصارى ثم خروج يحيى بن رحو وبنى مرين عن الطاعة} لما تقبض عمر بن عبد الله على الوزير كان معتقل سليمان بن داود بدار غريسة قائد النصارى ومعتقل بن ماسى بداره ضنا به عن الامتهان بمكان صهره ولما فيه من الاستظهار بعصابته من الأبناء والاخوة والقرابة وكان غريسة بن أنطول صديقا لسليمان بن ونصار فلما رجع عن السلطان ليلة انفضاضهم نزل عليه وكان يعاقره الخمر فأتاه سحرا وتفاوضا في اعتقال عمروا قامة معتقله سليمان بن داود في الوزارة لما هو عليه من السن ورسوخ القدم في الامر ونمى إلى عمر الخبر فارتاب وكان خلوا من العصابة ففزع إلى قائد المركب السلطاني من الرجل الأندلسيين يومئذ إبراهيم البطروجي أمره وبايعه على الاستماتة دونه ثم استقل عصابتهم ففزع إلى يحيى بن رحو شيخ بنى مرين وصاحب شوراهم فشكا إليه فأشكاه ووعده الفتك بابن أنطول وأصحابه وانبرم عقد ابن أنطول وسليمان ابن ونصار على شأنهم وغدوا إلى القصر وداخل ابن أنطول طائفة من النصارى للاستظهار بهم ولما توافت بنو مرين بمجلس
(٣١٤)