الأقصى والأدنى فلديكم طلعه وأما المشرق فأخبر الحاج هذه السنة من اختلاله وانتقاض سلطانه وانتزاء الجفاة على كرسيه وفساد المصانع والسقايات المعدة لوفد الله وحاج بيته ما يسخن العين ويطيل البث حتى زعموا أن الهيعة اتصلت بالقاهرة أياما وكثر الهرج في أزقتها وأسواقها لما وقع بين سندمر المتغلب بعد بلبغا الخاصكي وبين سلطانه ظاهر القلعة من الجولة التي كانت دائرتها عليه أجلت عن زهاء الخمسمائة قتلى من حاشيته وهو إلى بلبغا وتقبض على الباقين فأودع منهم السجون وطلب الكثير وقتل سندمر في محبسه وألقى زمام الدولة بيد كبير من موالي السلطان فقام بها مستبدا وقادها مستقلا وبيد الله تصاريف الأمور ومظاهر الغيوب جل وعلا ورغبتي من سيدي أبقاه الله أن لا يغب خطابه عنى متى أمكن أن يصل منته الجمة وأن يقبل عنى أقدام تلك الذات المولوية ويعرفه بما عندي من التشيع لسلطانه والشكر لنعمته وأن ينهى عنى لحاشيته وأهل اختصاصه التحية المختلسة من أنفاس الرياض كبيرهم وصغيرهم وقد تأدى منى إلى حضرته الكريمة خطاب على يد الحاج نافع سلمه الله تناوله من الأخ يحيى عند لقائه إياه بتلمسان بحضرة السلطان أبى حمد أيده الله فربما يصل وسيدي يوضح من ثنائي ودعائي ما عجز عنه الكتاب والله يبقيكم ذخرا للمسلمين وملاذا للآملين بفضله والسلام الكريم عليكم وعلى من لاذ بكم من السادة الأولاد المناجيب والأهل والحاشية والأصحاب من المحب فيكم المعتد بكم شيعة فضلكم ابن خلدون ورحمة الله وبركاته عنوانه سيدي وعمادي ورب الصنائع والأيادي والفضائل الكريمة الخواتم والمبادئ امام الأمة علم الأئمة تاج الملة فخر العلماء عماد الاسلام مصطفى الملوك الكرام كافل الإمامة تاج الدول أثير الله ولى أمير المؤمنين الغنى بالله أيده الله الوزير أبو عبد الله ابن الخطيب أبقاه الله وتولى عن المسلمين جزاه (وكتب) إلى من غرناطة يا سيدي وولي وأخي ومحل ولدى كان الله لكم حيث كنتم ولا أعدمكم لطفه وعنايته لو كان مستقركم بحيث يتأتى إليه ترديد رسول وانفاذ مقتطع أو توجيه نائب لزحفت على نفسي باللائمة في اغفال حقكم ولكن العذر ما علمتم واحمدوا الله على الاستقرار في كنف ذلك الفاضل الذي وسعكم كنفه وشملكم فضله شكر الله حسبه الذي لم يخلف وشهدته التي لم تكدر وانى اغتنمت سفر هذا الشيخ وافد الحرمين بمجموع الفتوح في ايصال كتابي هذا وبودي لو وقفتم على مالديه من البضاعة التي أنتم رأسها وصدرها فيكون لكم في ذلك بعض أنس وربما تأدى ذلك في بعضه مما لم يختم عليه وظواهر الأمور تجل عليه في تعريفكم بها وأما البواطن فمما لا تتأتى كثرة وجماعة وأخص ما أظن تشوفكم إليه حالي فاعلموا انى قد بلغ بي
(٤٢٩)