المغرب فأذن له ولحق بتلمسان فنزل على أميرها من ولد الأمير أبى عنان كان قد عقد له على عملها ورشحه لولاية العهد بولايتها فازدلف إليه؟؟ من الخبر عن أبيه وتلطف فيما أودع سمعه من تورط أبيه في مهالك إفريقية وإياسه من خلاصه ووعده بمصير الامر إليه على ألسنة الخبراء والكهان وكان يظن فيه أن لديه من ذلك علما وعلى تفيئة ذلك كانت نكبة السلطان أبى الحسن بالقيروان وظهر مصداق ظنه وإصابة قياسه فأغراه بالتوثب على ملك أبيه والبدار إلى فاس لغلب منصور بن أخيه أبى مالك عليها كان استعمله جده أبو الحسن هنالك وأراه آية سلطانه وشواهد ملكه وتحيل عليه في إشاعة مهلك السلطان أبى الحسن والقائه على الألسنة حتى أوهم صدقه وتصدى الأمير أبو عنان للامر وتسايل إليه الفل من عساكر بنى مرين فاستلحق وبث العطاء وأعلن بالدعاء لنفسه في ربيع سنة تسع وأربعين وعسكر خارج تلمسان للنهوض إلى المغرب كما نذكره في أخبارهم ولما فصل دعا عثمان لنفسه وانتزى على كرسيه واتخذ الآلة وأعاد من ملك بنى عبد الواد رسما لم يكن لآل جرار واستبد أشهرا قلائل إلى أن خلص إليه من آل زيان من ولد عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن من طمس معالمه وخسف به وبداره وأعاد امر بنى عبد الواد في نصابه حسبما نذكره والله أعلم * (الخبر عن دولة أبى سعيد وأبى ثابت من آل يغمراسن وما فيها من الاحداث) * كان الأمير أبو يحيى جدهما من أكبر ولد يغمراسن بن زيان وكان ولى عهده بعد مهلك أخيه عمز الأكبر ولما تغلب يغمراسن على سجلماسة سنة احدى وستين وستمائة استعمله عليها فأقام بها حولا وولد له هناك ابنه عبد الرحمن ثم رجع إلى تلمسان فهلك بها ونشأ عبد الرحمن بسجلماسة ولحق بتلمسان بعد أمه فأقام مع بنى أبيه إلى أن غص السلطان بمكانه وغربه إلى الأندلس فمكث بها حينا وهلك في مرابطته بثغر قرمونة في بعض أيام الجهاد وكان له بنون أربعة يوسف وعثمان والزعيم وإبراهيم فرجعوا إلى تلمسان وأوطنوها أعواما حتى إذا استولى السلطان أبو الحسن على ملكهم وأضاف إلى دولته دولتهم نقلهم من تلمسان إلى المغرب في جملة أعياصهم ثم سألوا اذنه في المرابطة بثغور الأندلس التي في عمله فأذن لهم وفرض لهم العطاء وأنزلهم بالجزيرة فكانت لهم بالجهاد مواقف مذكورة ومواطن معروفة ولما استنفر السلطان أبو الحسن زناتة لغزو إفريقية سنة ثمان وأربعين كانوا في جملته مع قومهم بنى عبد الواد وفى رايتهم ومكانهم معلوم بينهم فلما اضطرب أمر السلطان أبى الحسن وتألب عليه الكعوب من بنى سليم أعراب إفريقية وواضعوه الحرب بالقيروان كان بنو عبد الواد أول النازعين عنه إليهم فكانت النكبة وانحجز بالقيروان وانطلقت أيدي
(١١٥)