امارته على مراكش وبعث السلطان إلى عامر يختبر طاعته بذلك فأبى عليه وجاهر بالخلاف إلى أن كان من شأنه ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن نكبة الوزير بن ميمون بن مصمود ومقتله) * كان يحيى بن ميمون هذا من رجالات دولتهم وربى في دولة السلطان أبى الحسن وكان عمه علال عدوا له بعداوة أبيه ولما انتزى السلطان أبو عنان على ملك أبيه استخلص يحيى هذا سائر أيامه وهلك عمر يوم مهلكه كما ذكرناه واستعمل يحيى هذا ببجاية فلم يزل بها إلى أن تقبض عليه الموحدون لما استخلصوا بجاية من يده وسار إلى تونس واعتقل بها مدة ثم صرفوه إلى المغرب أيام عمر فاختص به ولما عقد له السلطان عبد العزيز على وزارته وكان قوى الشكيمة شديد الحزم صعب العداوة مرهف الحد وكان عمه علال بعد أن أطلقه السلطان من الاعتقال نكبه عن اذنه وأقامه متصرفا بين يديه فألقى إلى السلطان استبداد يحيى عليه وحذره من شأنه ورفع إليه انه يروم تحويل الدعوة لبعض القرابة من آل عبد الحق وانه داخل في ذلك قواد الجند من النصارى وأصاب الوزير وجع قعد به عن مجلس السلطان فاختلف الناس إلى زيارته وعكف ببابه قواد النصارى فاستريب بأمرهم وتيقن الامر بعكوفهم فأرسل السلطان من حشمه من تقبض عليه وأودعه السجن ثم جنب إلى مصرعه من الغدو قتل قعصا بالرماح وقتل المتهمون من القرابة وقواد الجند واستلحموا جميعا وصاروا مثلا في الآخرين والامر لله * (الخبر عن حركة السلطان إلى عامر بن محمد ومنازلته بجبله ثم الظفر به) * لما فرغ السلطان من شأن أبى الفضل عقد على مراكش لعلي بن محمد بن أجانا من صنائع دولتهم وأوعز إليه بالتضييق على عامر والاخذ بمخنقه والجائه إلى الطاعة وانقلب إلى فاس واعتزم على الحركة إلى تلمسان وبينهما هو في الاستنفار لذلك إذ جاءه الخبر بأن علي بن أجانا نهض إلى عامر وحاصره أياما وان عامر ازحف إليه ففض معسكره وتقبض علي بن أجانا والكثير من العسكر فاعتقلهم فقام السلطان في ركائبه وقعد وأجمع أمره على النهوض إليه بكافة بنى مرين وأهل المغرب فبعث في الحشود وبث العطاء وعسكر بظاهر البلد حتى استوفى الغرض وعقد على وزارته لابي بكر بن الغازي بن يحيى بن الكاس لمكان فيه من مخايل الرياسة وارتفع محله وارتحل سنة سبعين فاحتل بمراكش ثم خرج إلى منازلة الجبل ونازله وكان عامر بن محمد قد نصب بعض الأعياص من آل عبد الحق من ولد أبى ثابت بن يعقوب اسمه تاشفين ولحق به علي بن عمر ويعلان من شيوخ بنى ورتاجن كبير بنى مرين وصاحب الشورى فيهم لعهده فاشتد
(٣٢٥)