{الخبر عن القرابة المرشحين من آل عبد الحق من الغزاة المجاهدين بالأندلس الذين قاسموا ابن الأحمر في ملكه وانفردوا برياسة جهاده} كانت الجزيرة الأندلسية وراء البحر منذ انقراض أمر بنى عبد المؤمن وقيام ابن الأحمر بأمرها قليلة الحامية ضعيفة الأحوال الا من يلهمه الله لعمل الجهاد من قبائل زناتة المؤملين كرة الملك والمقتسمين ممالك المغرب وخصوصا بنى مرين أهل المغرب الأقصى لاتصال عدوة الأندلس ببسائطه ولتعدد الفراض ببحر الزقاق القريب العدوتين وما زال أهل الزقاق على قديم الزمان لاجل ذلك فرضة دون سواحل المغرب (ولما استولى) بنو مرين على ممالكه وضاقت أحوال المسلمين بالأندلس وأخذ بمخنقهم الطاغية حتى ألجأهم إلى سيف البحر واستأثر بالقوسرة وما رواءها واستأثر بنو القمص أهل برشلونة وقطلوسة بشرق الأندلس وانتشر في الأقطار ما كان من أمر قرطبة وأختها إشبيلية وبلنسية وامتعض لذلك المسلمون وتنافسوا في الجهاد وامداد الأندلس بأموالهم وأنفسهم وسابق الناس إلى ذلك الأمير أبو زكريا بن أبي حفص بما كان صاحب الوقت والمؤمل للكرة فاستنفذ الكثير من أمواله ومقرباته في امدادهم بعد أن كانوا آثروا القيام بدعوته وأوفدوا عليه المشيخة ببيعتهم وكان ليعقوب بن عبد الحق أمل في الجهاد وحرص عليه فاعتزم في سلطان أخيه أبى يحيى على الإجازة لذلك فمنعه ضنة به عن الاغتراب عنه وأو عز إلى صاحب سبتة يومئذ أبى علي بن خلاص بمنعه منها فو عر له السبيل وسد عليه المذاهب ولم ينشب يعقوب بن عبد الحق أن قام بسلطان المغرب بعد أخيه أبى يحيى وشأنه وأهمه شأن ابن أخيه إدريس بن عبد الحق لما كان فيهم من الترشيح والمنافسة لبنيه واستأذنه عامر بن إدريس منهم في الجهاد بعد العدوة فاغتنمها منه وعقد له من مطوعة زناتة على ثلاثة آلاف أو يزيدون وأجاز معه رحوا بن عبد الله بن عبد الحق وفصلوا إلى الأندلس سنة احدى وستين فحسنت آثارهم في الجهاد وكرمت مقاماتهم ثم رجع عامر ابن إدريس إلى المغرب وكثر انتقاض القرابة ونافسهم أقيال زناتة في مثلها فاجتمع أبناء الملوك بالمغرب الأوسط مثل عبد الملك يغمراسن بن زيان وعامر بن منديل بن عبد الرحمن وزيان بن محمد بن عبد القوى فتعاقدوا على الإجازة إلى الأندلس إلى الجهاد وأجازوا فيمن خف معهم من قومهم سنة ست وسبعين وستمائة فامتلأت الأندلس بأقيال زناتة وأعياص الملك منهم وكان فيمن أجاز من أعياصهم بنو عيسى بن يحيى بن وسناف بن عبو بن أبي بكر بن حمامة ومنهم سليمان وإبراهيم وكانت لهما آثار في الجهاد ومقامات محمودة وكان موسى بن رحو لما نازله السلطان وبنى أبيه عبد الله بن عبد الحق
(٣٦٦)