وإذا الأدلة في الكمال تطابقت * جاءت بمسموع لها ومقيس فانعم بملكك دولة عادية * تشفى الأعادي بالعذاب البيس واليكها منى على خجل بها * عذراء قد حليت بكل نفيس عذراك قد طمس الشباب ونوره * وأضاء صبح الشيب عند طموس لولا عنايتك التي أوليتني * ما كنت أعين بعدها بطروس والله ما أبقت ممارسة النوى * منى سوى رسم أمر دريس أخنى الزمان على في الأدب الذي * دارسته بمجامع ودروس فسطا على فرعى وروع مأمني * واجتث من دوح النشاط غروسي ورضاك رحمتي التي أعتدها * تحيى منا نفسي وتذهب بؤسي ثم كثرت سعاية البطانة بكل نوع من أنواع السعايات وابن عرفة يزيد في اغرائهم متى اجتمعوا إليه إلى أن أغروا السلطان بسفري معه ولقنوا النائب بتونس القائد فارح من موالي السلطان أن يتفادى من مقامي معه خشية على أمره منى بزعمه وتواطؤوا على أن يشهد ابن عرفة بذلك للسلطان حتى شهد به في غيلة منى ونكر السلطان عليهم ذلك ثم بعث إلى وأمرني بالسفر معه فسارعت إلى الامتثال وقد شق ذلك على الا أنى لم أجد محيصا فخرجت معه وانتهيت إلى تبسة وسط وطن تلول إفريقية وكان منحدرا في عسكره وتوابعه من العرب إلى توزرلان ابن يملول أجلب عليها سنة ثلاث وثمانين واستنفذها من يد ابنه فسارا السلطان إليه وشرده عنها وأعاد إليها ابنه وأولياءه ولما نهض من تبسة رجعني إلى تونس فأقمت بضيعة الرياحين من نواحيها لضم زراعتي بها إلى أن قفل السلطان ظافرا منصورا فصحبته إلى تونس ولما كان شهر شعبان من سنة أربع وثمانين أجمع السلطان الحركة إلى الزاب بما كان صاحبه ابن مزنى قد آوى ابن يملول إليه ومهد له في جواره فخشيت أن يعود في شأني ما كان في السنة قبلها وكان بالمرسى سفينة لتجار الإسكندرية قد شحنها التجار بأمتعتهم وعروضهم وهي مقلعة إلى الإسكندرية فتطارحت على السلطان وتوسلت إليه في تخلية سبيلي لقضاء فرضى فأذن لي في ذلك وخرجت إلى المرسى والناس متسايلون على أثرى من أعيان الدولة والبلد وطلبة العلم فودعتهم وركبت البحر منتصف شعبان من السنة وقوضت عنهم بحيث كانت الخيرة من الله سبحانه وتفرغت لتجديد ما كان عندي من آثار العلم والله ولى الأمور سبحانه * (الرحلة إلى المشرق وولاية القضاء بمصر) * ولما رحلت من تونس منتصف شعبان من سنة أربع وثمانين أقمنا في البحر نحوا من
(٤٥١)