ان يتصلوا بنوا حي المغرب ويخالفوه إليها أيام شغله بالجهاد في الأندلس فاعتقلهم وأوفد أبا محمد بن تافراكين إلى سدة السلطان أبى الحسن إليه شفيعا فيهم فتقبل شفاعته وأحسن نزلهم وكرامتهم حتى إذا احتل بسبتة أيام حصار الجزيزة في سنة ثلاث وأربعين سعى بهم عنده فتقبض عليهم واعتقلهم بمكناسة ولما انتزى ابنه الأمير أبو عنان على الامر وهزم منصورا ابن أخيه أبى مالك صاحب فاس ونازله بالبلد الجديد بعث فيهم إلى مكناسة فأطلقهم من الاعتقال وأفاض فيهم الاحسان واستظهر على شأنه وأحل أبا ثابت محل الشورى من مجلسه وداخل إدريس أخاه في المكر بالبلد الجديد فنزع إليها ومكر بهم وثار عليهم إلى أن نزلوا على حكم السلطان أبى عنان فعقد لابي ثابت على سبتة وبلاد الريف ليشارف منها الأندلس محل امارته وأطلق يده في المال والجيش وفصل لذلك فهلك بالطاعون يومئذ سنة تسع وأربعين بمعسكره إزاء معسكر السلطان من حصار البلد الجديد واستقر إخوانه في إيالة السلطان أبى عثمان بالمغرب الأقصى إلى أن كان من مفر أخيه إدريس وولايته على الغزاة بالأندلس ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن يحيى بن عمر بن رحو وامارته على الغزاة بالأندلس أولا وثانيا ومبدأ ذلك وتصاريفه} كان رحو بن عبد الله كبير ولد عبد الله بن عبد الحق وكان له بنون كثيرون وتشعب نسله منهم موسى وعبد الحق والعباس وعمرو محمد وعلى ويوسف أجازوا كلهم إلى الأندلس مع أولاد سوط النساء من تلمسان كما قدمناه وأقام عمر بعدهم بتلمسان مدة واتخذ بها الأهل والولد ثم لحقهم وولى موسى امارة الغزاة بعد إبراهيم بن عيسى الوسنا في وبعده أخوه عبد الحق على الغزاة أقام بها مدة وأجاز إلى سبتة مع الرئيس أبى سعيد وعثمان بن أبي العلاء سنة خمس وولى بعدها على الغزاة المجاهدين ثم رجع إلى الأندلس ولم يلبث بها أن أجاز إلى المغرب ونزل على السلطان أبى سعيد فأكرم نزله ثم رجع إلى الأندلس ولما ولى امارة الغزاة عثمان بن أبي العلاء وكان بينهم من المنافسة ما يكون بين فحول الشول أشخص بنى رحو جميعا إلى إفريقية فنزلوا على مولانا السلطان أبى يحيى خير نزل اصطفاهم واستخلصهم واستظهر جمعهم في حروبه وهلك عمر بن رحو ببلاد الجريد وقبره ببشرى من نفزاوة معروف ونزع ابنه يحيى من بين اخوته عن مولانا السلطان أبى يحيى وصار في جملة ابن أبي عمران ثم لحق بزواوة وأقام في بني يتراتن سنين ثم أجاز إلى الأندلس واستقر بمكانه من قومه واصطفاه عثمان بن أبي العلاء وأصهر إليه بابنته وخلطه بنفسه ولما فسد ما بينه وبين ابن المحروق وزير السلطان بغرناطة سنة
(٣٧٣)