بعدها على رياح أهل ازغار والهبط وآثار باببه فأثخن فيهم ولم يزل دأبه ذلك إلى أن هلك باغتيال علجه سنة سبع وثلاثين وقام بامر بنى مرين بعده أخوه عبد الحق فتقبل سنن أخيه في تدويخ بلاد المغرب وأخذ الضريبة من أمصاره وجباية المغارم والوصال مع ضواعنه وبدوه وسائر رعاياه وبعث الرشيد أبا محمد بن واندين لحربهم وعقد له على مكناسة وأجحف بأهلها في المغارم ثم نزل بنو مرين؟؟ وغير؟؟ من نواحيها فنادى في عسكره وخرج إليهم فدارت بينهم حرب شديدة هلك فيها خلق من الجانبين وبارز محمد بن إدريس بن عبد الحق قائدا من الروم واختلفا ضربتين هلك العلج بإحداهما واندرج محمد واندمل جرحه فصار أثرا في وجهه لقب من أجله باضربة ثم شد بنو مرين على الموحدين فانكشفوا ورجع ابن واندين إلى مكناسة مغلولا وبقي بنو عبد المؤمن أثناء ذلك في مرض من الأيام وتثاقل عن الحماية ثم أومضت دولتهم ايماضة الخمود وذلك أنه لما هلك الرشيد بن المأمون سنة أربعين وستمائة وولى أخوه على وتلقب بالسعيد وبايعته أهل المغرب انصرفت عزائمه إلى غزو بنى مرين وقطع أطماعهم عما سمت إليه من تلك المواطن فأغرى عساكر الموحدين بقتالهم ومعهم قبائل العرب والمصامدة وجموع الروم فنهضوا سنة ثنتين وأربعين في جيش كثيف يناهز عشرين ألفا فيما زعموا وزحف ليهم بنو مرين بوادي ما عاش وصبر الفريقان وهلك الأمير محمد بن عبد الحق في الجولة بيد زعيم من زعماء الروم وانكشفت بنو مرين وأتبعهم الموحدون ودخلوا تحت الليل فلحقوا بجبال عياثة من نواحي تازى واعتصموا بها أياما ثم خرجوا إلى بلاد الصحراء وولوا عليهم أبا يحيى بن عبد الحق فقام بأمرهم على ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن دولة الأمير أبى يحيى بن عبد الحق مديل الامر لقومه بنى مرين وفاتح الأمصار ومقيم الرسوم الملوكية من الآلة وغيرها لمن بعده من أمرائهم} لما ولى أبو يحيى بن عبد الحق أمر بنى مرين سنة ثنتين وأربعين كان من أول ما ذهب إليه ورآه من النظر لقومه ان قسم بلاد المغرب وقبائل جبايته بين بنى مرين وأنزل كلا منهم بناحية سوغها سائر الأيام طعمة فاستركبوا الرجل اتباعهم واستلحقوا من غاشيتهم وتوفرت عساكرهم؟؟ ثم نار المنافسة بين أحيائهم وخالف بنو عسكر جماعتهم وصاروا إلى الموحدين فحرضوهم على أبي يحيى بن عبد الحق وبنى حمامة وأغروهم بهم وبعثوا الصريخ إلى يغمراسن بن زيان فوصل في قومه إلى فاس فاجتمعوا جميعا إلى قائد الموحدين وأعطوا الرهن على صدق اللقاء في الأمير أبى يحيى وأشياعه وصمدوا إليه حتى انتهوا إلى ورغة ثم إلى كرت وأعجزهم فانكفؤا راجعين
(١٧١)