عليه وأركبه السفين إلى محل امارته من بونة وخلص ملك بجاية للأمير أبى عبد الله هذا واقتعد سرير آبائه بها وكتبوا للأمير أبى عنان بالفتح وتجديد المخالصة والموالاة والعمل عن مدافعة أبيه عن جهاته والله تعالى أعلم {الخبر عن نهوض الناصر ابن السلطان ووليه عريف بن يحيى من تونس إلى المغرب الأوسط} لما بلغ السلطان خبر ما وقع بالمغرب من انتقاض أطرافه وتغلب الأعياص من قومه وسواهم على أعماله ووصل إليه يعقوب بن علي أمير لزواودة بولده وعماله ووفده نظر في تلافى أمره بتسريح ولده الناصر إلى المغرب الأوسط لارتجاع ملكه ومحو آثار الخوارج من أعمالهم فنهض مع يعقوب بن علي وأصحبه وليه عريف بن يحيى أمير زغبة ليستظهر به على ملك المغرب وقدمها طليعة بيزيديه وسار الناصر إلى بسكرة واضطرب معسكره بها ثم فصل من بلاد رياح إلى بلاد زغبة واجتمع إليه أولياءهم من العرب ومن زناتة من بنى توجين أهل وانشريس وغيره وزحف إليهم الزعيم أبو ثابت من تلمسان في قومه من بنى عبد الواد وغيرهم للمدافعة والتقى الجمعان بوادي ورك فانفضت جموع الناصر وانذعروا ورجع على عقبه إلى بسكرة وخلص عريف بن يحيى إلى قومه سويد ثم قطع القفر إلى المغرب الأقصى ولحق بالأمير أبى عنان فنزل منه بألطف محل ورجع الناصر إلى بسكرة وارتحل مع أوليائهم أولاد مهلهل لمدافعة أولاد أبى الليل وسلطانهم المولى الفضل عن تونس كما ذكرناه وأحسوا به فنهض إليهم وفروا أمامه إلى أن خلص الناصر إلى بسكرة ثانية واتخذها مثوى إلى أن لحق بأبيه بالجزائر عند رحلته من تونس كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن رحلة السلطان أبى الحسن إلى المغرب وتغلب المولى الفضل على تونس وما دعا إلى ذلك من الأحوال} لما خلص المولى الفضل ابن مولانا السلطان أبى يحيى من نكبة بجاية وامتن عليه ابن أخيه فلحق بمحل امارته من بونة وافته بها مشيخة أولاد أبى الليل أوفدهم عليه بنو حمزة ابن عمر يستحثونه لملك إفريقية ويرغبونه فيه فأجاب داعيتهم ونهض إليهم بعد قضاء نسك الفطر من سنة تسع وأربعين ونزل بحللهم وأوجفوا بخيلهم وركابهم على ضواحي إفريقية وجبوها وصمدوا إلى تونس فنازلوها وأخذوا بمخنقها أياما ثم أخذ بحجزتهم عنها شيعة السلطان وأولياؤه من أولاد مهلهل وابنه الناصر عند قفوله من المغرب الأوسط مغلولا فرحلوهم وشردوهم ثم رجعوا إلى مكانهم من حصارها ثم انفضوا عنها وتحيز خالد بن حمزة إلى شيعة السلطان أبى الحسن مع أولاد مهلهل وقومه فاعتزوا به
(٢٨٣)