ثم قل كيف كان قبل انتشاء الروح * من أنسك الشهي وقربك لم يدع بيتك المنيع حماه * لسواه الا إلى بيت ربك أول عذري الرضى فما جئت بدعا * دمت والفضل والرضى من دأبك وإذا ما ادعيت كربا بفقدي * أين كربى ووحشتي من كربك ولدى في ذراك وكرى في دو * حك لحدي وتربتي في تربك يا زمانا أغرى الفراق بشملي * ليتني أهبتي أخذت لحربك أركبتني صروفك الصعب حتى * جئت بالبين وهو أصعب صعبك وكتب آخر النسخة يخاطبني هذا ما تيسر والله ولى الخيرة لي ولكم من هذا الخياط الذي لا نسبة بينه وبين أولى الكمال ردنا الله إليه وأخلص توكلنا عليه وصرف الرغبة على ما لديه وفى طي النسخة مدرجة نصها رضى الله عن سيادتكم أونسكم بما صدر منى أثناء هذا الواقع مما استحضره الولد في الوقت وهو يسلم عليكم بما يجب لكم وقد حصل من حظوة هذا المقام الكريم على حظ وافر وأجزل احسانه ونوه بجرايته وأثبت الفرسان خلفه والحمد لله ثم اتصل مقامي ببسكرة والمغرب الأوسط مضطرب بالفتنة المانعة من الاتصال بالسلطان عبد العزيز وحمزة بن راشد ببلاد مغراوة والوزير عمر بن مسعود في العساكر يحاصره بحصن تاجموت وأبو زيان العبد الوادي ببلاد حصين وهم مشتملون عليه وقائمون بدعوته ثم سخط السلطان وزيره عمر بن مسعود ونكر منه تقصيره في حمزة وأصحابه فاستدعاه إلى تلمسان وقبض عليه وبعث به إلى فاس معتقلا فحبس هنالك وجهز العساكر مع الوزير ابن غازي فنهض إليه وحاصره ففر من الحصن ولحق بمليانة مجتازا عليها فأنذر به عاملها فتقبض عليه وسيق إلى الوزير في جماعة من أصحابه فضربت أعناقهم وصلبهم عظة ومزدجرا لأهل الفتنة ثم أوعز السلطان بالمسير إلى حصين وأبى زيان فسار في العساكر واستنفر أحياء العرب من زغبة فأوعبهم ونهض إلى حصين فامتنعوا بجبل تيطرى ونزل الوزير بعساكره ومن معه من أحياء زغبة على جبل تيطرى من جهة التل فأخذ بمخنقهم وكاتب السلطان أشياخ الزواودة من رياح بالمسير إلى حصار تيطرى من جهة القبلة وكاتب أحمد بن مزنى صاحب بسكرة بامدادهم بأعطياتهم وكتب إلى يأمرني بالمسير بهم لذلك فاجتمعوا على وسرت بهم أول سنة أربع وسبعين حتى نزلنا بالقطفا في جماعة منهم على الوزير بمكانه من حصار تيطرى فحد لهم حدود الخدمة وشارطهم على الجزاء ورجعت إلى أحيائهم بالقطفا فاشتدوا في حصار الجبل وألجؤوهم بسوامهم وظهرهم إلى قنته فهلك لهم الخف والحافر وضاق ذرعهم بالحصار من كل جانب وراسل بعضهم في الطاعة خفية
(٤٣٩)