ثم تقبض لأيام على سليمان بن داود ومحمد السبيع وكانا في مخالصة عمر بمكان فاعتقلهما استرابة بهما ولشئ نمى له عنهما وأودعهما السجن إلى أن هلكا واعتقل معهما علال بن محمد والشريف أبا القاسم ريبة بصاحبتهما ثم امتن عليهما بشفاعة ابن الخطيب وزير ابن الأحمر وأقصاه ثم أطلق عنانه في الاستبداد وقبض أيدي الخاصة والبطانة عن التصرف في شئ من سلطانه الا باذنه وعن أمره وهلك لأشهر من استبداد الوزير شعيب ابن ميمون ثم هلك يحيى بن ميمون على ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن انتزاء أبى الفضل بن المولى أبى سالم ثم نهوض السلطان إليه ومهلكه) * لما فتك السلطان عبد العزيز بعمر بن عبد الله المتغلب عليه سولت لابي الفضل ابن السلطان أبى سالم نفسه مثلها في عامر بن محمد لمكان استبداده عليه وأغراه بذلك البطانة وتوحش لها عامر فتمارض بداره واستأذنه في الصعود إلى معتصمه بالجبل ليمرضه هنالك أقاربه وحرمه وارتحل بجملته ويئس أبو الفضل من الاستمكان منه وأغراه حشمه بالراحة من عبد المؤمن ولليال من منصرف عامر ثمل أبو الفضل ذات ليلة وبعث عن قائد الجند من النصارى فأمر بقتل عبد المؤمن بمكان معتقله من قصبة مراكش فجاء برأسه إليه وطار الخبر إلى عامر فارتاع وحمد الله إذ خلص من غائلته وبعث ببيعته إلى السلطان عبد العزيز وأغراه بابي الفضل ورغبه في ملك مراكش ووعده بالمظاهرة فاجمع السلطان أمره على النهوض إلى مراكش ونادى في الناس بالعطاء وقضى أسباب حركته وارتحل من فاس سنة تسع وستين واستبد أبو الفضل من بعد مهلك عبد المؤمن واستوزر طلحة النوري وجعل علامته لمحمد بن محمد بن منديل الكتاني وجعل شوراه لمبارك ابن إبراهيم بن عطية الخلطي ثم أشخص طلحة النوري لسعاية الكتاني فقتله واعتمد منازلة عامر ولما فصل لذلك من مراكش جاءه الخبر بحركة السلطان عبد العزيز إليه فانفض معسكره ولحق بتادلا ليعتصم بها في معقل بنى جابر وعاج السلطان بعساكره عن مراكش إليها فنازله وأخذ بمخنقه وقاتله ففل عسكره وداخله بعض بنى جابر في الاخلال بمصافه يوم الحرب على مال يعطيه لهم ففعلوا وانهزمت عساكر أبى الفضل وجموعه وتقبض على أشياعه وسيق مبارك بن إبراهيم إلى السلطان فاعتقله إلى أن قتله مع عامر عنده مهلكه كما نذكره وفر الكتاني إلى حيث لم يعلم مسقطه ثم لحق بعامر بن محمد ولحق أبو الفضل بقبائل صناكة من ورائهم وداخلهم أشياع السلطان من بنى جابر وبذلوا لهم المال الدثر في اسلامه فأسلموه وبعث السلطان إليهم وزيره يحيى بن ميمون فجاء به أسيرا وأحضره السلطان فوبخه وقرعه واعتقله بفسطاط جواره ثم غط من الليل وكان مهلكه في رمضان من سنة تسع لثمان سنين من
(٣٢٤)