ظهر عبد الله بن ياسين واجتمع إليه المرابطون من لمتونة ومسوفة وسائر المتلثمين وافتتحوا أمرهم بغزو درعة سنة خمس وأربعين فأغاروا على إبل كانت هناك في حي لمسعود بن وانودين وقتل كما ذكرناه في أخبار لمتونة ثم عاودوا الغزو إلى سجلماسة فدخلوها من العام المقبل وقتلوا من كان بها من فل مغراوة ثم تتبعوا من بعد ذلك أعمال المغرب وبلاد سوس وجبال المصامدة وافتتحوا صفروى سنة خمس وخمسين وقتلوا من كان بها من أولاد وانودين وبقية مغراوة ثم افتتحوا حصون ملوية سنة ثلاث وستين وانقرض أمر بنى وانودين كان لم يكن والبقاء لله وحده وكل شئ هالك الا وجهه سبحانه وتعالى لا رب سواه ولا معبود الا إياه وهو على كل شئ قدير {الخبر عن ملوك طرابلس من بنى خزرون بن فلفول من الطبقة الأولى وأولية أمرهم وتصاريف أحوالهم} كان مغراوة وبنو خزر ملوكهم قد تحيزوا إلى المغرب الأقصى أمام لمكين ثم اتبعهم سنة تسع وستين في زحفه المشهور وأحجرهم بساحل سبتة حتى بعثوا صريخهم إلى المنصور وجاءهم إلى الجزيرة مشارفا لأحوالهم وأمدهم بجعفر بن يحيى ومن كان معه من ملوك البربر وزناتة فامتنعوا على بلكين ورجع عنهم فتقرأ أعمال المغرب وهلك في منصرفه سنة ثنتين وسبعين ورجع أحياء مغراوة وبنو يفرن إلى مكانهم منه وبعث المنصور الوزير حسن بن عبد الودود عاملا على المغرب وقدم سنة ست وسبعين واختص مقاتلا وزيري ابني عطية بن عبد الله بن خزر بمزيد التكرمة ولحق نظراءهما من أهل بيتهما الغيرة من ذلك فنزع سعيد بن خزر بن فلفول بن خزر إلى صنهاجة سنة سبع وسبعين منحرفا عن طاعة الأموية ووافى المنصور بن بلكين ياشير منصرفه من احدى
(٣٩)