ربيع الأول فانكشفت جموع العرب وانهزموا ولحق الناصر بالزاب فنزل على أبي مزنى ببسكرة إلى أن أصحبه من رجالات سليم من أوصله إلى أبيه بتونس ولحق عريف ابن يحيى بالمغرب الأقصى واحتل عند السلطان أبى عنان بمكانه من مجلسهم فحصل على البغية ورجع العرب كلهم إلى طاعة أبى ثابت وخدمته واستراب بصغير بن عامر بن إبراهيم فتقبض عليه وأشخصه معتقلا مع البريد إلى تلمسان فاعتقل بها إلى أن أطلق بعد حين وقفل أبو ثابت إلى تلمسان فتلوم بها أياما ثم نهض إلى وهران في جمادى من سنته فحاصرها أياما ثم افتتحها عنوة وعفا عن علي بن جانا القائم بعد مهلك أخيه عبوا وعمن معه وأطلق سبيلهم واستولى على ضواحي وهران وما إليها ورجع إلى تلمسان وقد استحكمت العداوة بينه وبين مغراوة وكان قد استجرها ما قدمناه من قعودهم عن نصره فنهض إليهم في شوال من سنته والتقوا عدوة وادى زهير فاقتتلوا مليا ثم انكشفت مغراوة ولحقوا بمعاقلهم واستولى أبو ثابت على معسكرهم وملك نازونة وبعث ببيعتها إلى أخيه السلطان أبى سعيد وكان على اثر ذلك وصول السلطان أبى الحسن من تونس كما نذكره ان شاء الله تعالى والله أعلم {الخبر عن وصول السلطان أبى الحسن من تونس ونزوله بالجزائر وما دار بينه وبين أبى ثابت من الحروب ولحوقه بعد الهزيمة بالمغرب} كان السلطان أبو الحسن بعد واقعة القيروان طال مقامه بتونس وحصار العرب إياه واستدعاه أهل المغرب الأقصى وانتقض عليه أهل الجريد وبايعوا للفضل بن مولانا السلطان أبى يحيى فأجمع الرحلة إلى المغرب وركب السفن من تونس أيام الفطر من سنة خمسين فعصفت به الريح وأدركه الغرق فغرق أسطوله على ساحل بجاية ونجا بذمائه على بعض الجزائر هنالك حتى لحقه أسطول من أساطيله فنجا فيه إلى الجزائر وبها حمو ابن يحياتى العسرى قائده وصنيعة أبيه فنزل عليه وبادر إليه أهل ضاحيتها من مليكش والثعالبة فاستخدمهم وبث فيهم العطاء واتصل خبره بونزمار بن عريف وهو في أحياء سويد فوفد عليه في مشيخة من قومه ووفد معه نصر بن عمر بن عثمان صاحب جبل وانشريس من بنى يتعرين وعدي بن يوسف بن زيان بن محمد بن عبد القوى الثائر بنواحي المرية من ولد عبد القوى فأعطوه الطاعة واستحثوه للخروج معهم فردهم للحشد فجمعوا من إليهم من قبائل العرب وزناتة وبينما الأمير أبو ثابت ببلاد مغراوة محاصرا لهم في معاقلهم إذ بلغه الخبر بذلك في ربيع سنة احدى وخمسين فعقد السلم معهم ورجع إلى قتال هؤلاء فأخذ على منداس وخرج إلى السرسوا قبلة وانشريس وأجفل أمامه ونزمار وجموع العرب الذين معه ولحق به هنالك مدد السلطان أبى
(١١٨)