ونشرت الشعرات البيض كأنها الأسل تروع برقط الحيات سرب الحياة وتطرق بذوات الغرر والشباب عند البيات والشيب الموت العاجل والمعتبر الآجل وإذا اشتغل الشيخ بغير معاده حكم في الظاهر بابعاده وأسره في ملكة عاده فأغض أبقاك الله وأسمح لمن قصر عن المطمح وبالعين الكليلة فالمح واغتنم لباس ثوب الثواب واشف بعض الجوى بالجواب تولاك الله فيما استضفت وملكت ولا بعدت ولا هلكت وكان لك أية سلكت ووسمك من السعادة بأوضح السمات وأتاح لقاءك من قبل الممات والسلام الكريم يعتمد جلال ولدى وساكن خلدي بل أخي وان اتقيت عتبه وسيدي ورحمة الله وبركاته من محبه المشتاق إليه محمد بن عبد الله ابن الخطيب في الرابع عشر من شهر ربيع الثاني من عام سبعين وسبعمائة وكان تقدم منه قبل هذه الرسالة كتاب آخر إلى بعث به إلى تلمسان فتأخر وصوله حتى بعث به أخي يحيى عند وفادته على السلطان ونص الكتاب يا سيدي اجلالا واعتدادا وأخي وداو اعتقادا ومحل ولدى شفقة حلت منى فؤادا طال على انقطاع أنبائك واختفاء أخبارك فرجوت أن أبلغ المنية بهذا المكتوب إليك وتخترق الموانع دونك وإن كنت في موالاتك كالعاطش الذي لا يروى والآكل الذي لا يشبع شأن من تجاوز الحدود الطبيعية والعوائد المألوفة فانا بعد انهاء التحية المطلولة الروض بماء الدموع وتقرير الشوق القديم اللزيم وشكوى البعاد الأليم والابتهال في إتاحة القرب قبل الفوت من الله ميسر العسير ومقرب البعيد أسأل عن أحوالك سؤال أبعد الناس مجالا في مجال الخلوص لديك واستقرارك ببسكرة على الغبطة بك باللجا إلى تلك الرياسة الزكية الكريمة الأب الشهيرة الفضل المعروفة القدر على البعد حرسها الله ملجأ للفضلاء ومخيم الرجال العلياء ومهبا لطيب الثناء بحوله وقوته وقاربت كل ساح السلامة فاحمدوا الله على الخلاص وقاربوا في معاملة الآمال وضنوا بتلك الذات الفاضلة عن المشاق وأبخلوا بها عن المتالف فمطلوب الحريص على الدنيا خسيس والموانع الحافة جمة والحاصل حسرة وما قل سعى يحمد حالة العاقبة والعاقل لا يستنكحه الاستغراق فيما آخره الموت انما ينال منه الضروري ومثلك لا يعجزه مع الناس العافية اضعاف ما يرجى به العمر من المأكل والمشرب وحسبنا الله وان تشوفت لحال المحب تلك السيادة للبرة والبنوة البرة فالحال حال من جعل الزمام بيد القدر والسير في مهيع الغفلة والسبح في تيار الشواغل ومن وراء الأمور غيب محجوب وأجل مكتوب يؤمل فيه عادة الستر من الله إلا أن الضجر الذي تعلمونه حفظه الناس لما عجزت الحيلة أعوز الناصر وسدت المذاهب والشأن اليوم شأن الناس فيما
(٤٢٥)