تكيساس وانتهى إلى قصر ابن عبد الكريم في آخر سنة ست لسنة من استيلائهم على سبتة مقيما رسم السلطان مناديا بالدعاء لنفسه فاعتزم السلطان عند النهوض إليه من أمر تلمسان لما كانت على شفا ملكه ومحاينة انفضاض لولا عوائق الاقدار بمهلكه كما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن انتقاض بنى كمى من بنى عبد الواد وخروجهم بأرض السوس) * كان هؤلاء الرهط من بنى عبد الواد من بطون بنى على من شعب ايت القاسم وكانوا يرجعون في رياستهم إلى كندوز بن؟؟ بن كمى ولما استقل زيان برياسة أولاد علي بن ثابت بن محمد من أولاد طاع الله ونفس عليه كندوز هذا ما آتاه الله من الرياسة وجاذبه حبلها واحتقر زيان شأنه فلم يحفل به ثم تأشب عليه أخلاط من قومه وواضعه الحرب وهلك زيان بيد كندوز وقام بأمر أولاد على جابر بن يوسف بن محمد ثم تناقلت الرياسة فيهم إلى أن عادت لولد ثابت بن محمد واستقل بها أبو عزة زكرار بن زيان ولم تطل أيامه والتحم بين أولاد كمى وبين أولاد طاع الله وتناسوا الإحن وصارت رياسة طاع الله لولد يغمراسن بن زيان واستتبعوا قبائل عبد الواد كافة واعتمل يغمراسن في الثأر بأبيه زيان من قاتله كندوز فاغتاله ببيته دعاه لمأدبة جمع بنى أبيه حتى إذا اطمأن المجلس تعاوروه بأسيافهم واحتزوا رأسه وبعثوا به إلى أمهم فنصبت عليه القدر ثالث أثافيها تشفيا منه وحفيظة وطالب يغمراسن بقية بنى كندوز ففروا أمام مطالبته وأبعدوا المذهب ولحقوا بالأمير أبى زكريا بن عبد الواحد بن أبي حفص فأقاموا بسدته أحوالا وكانوا يرجعون في رياستهم لعبد الله بن كندوز ثم تذكروا عهد البداوة وحنوا إلى عشير زناتة فراجعوا المغرب ولحقوا ببني مرين اقتالهم ونزل عبد الله بن كندوز على يعقوب بن عبد الحق خير نزل فلقاه من البر والترحيب بما ملا صدره وأكد غبطته وأقطعه بناحية مراكش الكفاية له ولقومه وأنزلهم هنالك وجعل انتجاع إبله وراحلته لحسان بن أبي سعيد الصبيحي وأخيه موسى من ذويهم وحاشيتهم وألطف منزلة عبد الله ورفع مكانه بمجلسه واكتفى به في كثير من أموره وأوفده على المستنصر صاحب إفريقية سنة خمس وستين مع عامر بن أخيه إدريس كما قدمناه واستقر بنو كندوز هؤلاء بالمغرب الأقصى واستمرت الأيام على ذلك وصاروا من جملة قبائل بنى مرين وعدادهم وهلك عبد الله بن كندوز وصارت رياستهم لعمر ابنه من بعده ولما لفت السلطان يوسف بن يعقوب عزائمه إلى بنى عبد الواد ونازل تلمسان وطاول حصارها واستطال بنو مرين وذووهم على بنى عبد الواد وأحسوا بهم أخذتهم العزة بالاثم وأدركتهم النعرة فأجمع بنو كندوز هؤلاء الخلاف والخروج على السلطان
(٢٣٠)