ثم ارتحل إلى؟؟ من أعمال الزاب وفتح حصن ماداس مما يليه وهرب فضل في الرمال فأعجزه ورجع إلى القيروان سنة ست وثلاثين ومضى فضل إلى جبل أوراس ثم سار منه إلى باغاية فحصرها وغدر به ماطيط بن يعلى من أصحابه وجاء برأسه إلى المنصور وانقرض أمر أبى يزيد وبنيه وافترقت جموعهم واغتال عبد الله بن بكار من رؤساء مغراوة بعد ذلك أيوب بن أبي يزيد وجاء برأسه إلى المنصور متقربا إليه وتتبع المنصور قبائل بنى يفرن بعدها إلى أن انقطع أثر الدعوة والبقاء لله تعالى وحده {الخبر عن الدولة الأولى لبنى يفرن بالمغرب الأوسط والأقصى ومبادي أمورهم ومصايرها} كان لبنى يفرن من زناتة بطون كثيرة وكانوا متفرقين بالمواطن فكان منهم بإفريقية بنو واركو ومرنجيصة وغيرهم كما قدمناه وكان منهم بنواحي تلمسان ما بينها وبين تاهرت أمم كثير عددهم وهم الذين اختطوا مدينة تلمسان كما نذكره بعد ومنهم أبو قرة المنترنى بتلك الناحية لأول الدولة العباسية وهو الذي حاصر عمر بن حفص بطبنة كما تقدم ولما انقرض أمر أبى يزيد وأثخن المنصور فيمن كان بإفريقية من بنى يفرن أقام هؤلاء الذين كانوا بنواحي تلمسان على وفودهم وكان رئيسهم لعهد أبى يزيد محمد بن صالح ولما تولى المنصور محمد بن ذر وقومه مغراوة وكان بينه وبين بنى يفرن هؤلاء فتنة هلك فيها محمد بن صالح على يد عبد الله بن بكار من بنى يفرن كان متحيزا إلى مغراوة وولى أمره في بني يفرن من بعده ابنه يعلى فعظم صيته واختط مدينة ايفكان ولما خطب عبد الرحمن الناصر طاعة الأموية من زناتة أهل العدوة واستألف ملوكهم سارع يعلى لاجابته واجتمع عليها مع الخير بن محمد بن خزر وقومه مغراوة وأجلب على وهران فملكها سنة ثلاث وأربعين وثلثمائة من يد محمد بن عون وكان ولاه عليها صولات اللميطي أحد رجالات كتامة سنة ثمان وتسعين ومائتين فدخلها يعلى عنوة على بنيه وخربها وكان يعلى قد زحف مع الخير ابن محمد إلى تاهرت وبرز إليه ميسور الخصى في شيعته من لماية فهزموهم وملكوا تاهرت وتقبض على ميسور وعبد الله بن بكار فبعث به الخبر إلى يعلى بن محمد ليثار به فلم يرضه كفوا لدمه ودفعه إلى من أثار به من بنى يفرن واستفحل سلطان يعلى في ناحية المغرب وخطب على منابرها لعبد الرحمن الناصر ما بين تاهرت إلى طنجة واستدعى من الناصر تولية رجال بيته على أمصار المغرب فعقد على فاس محمد بن الخير بن محمد بن عشيرة ونسك محمد لسنة من ولايته واستأذن في الجهاد والرباط بالأندلس فأجاز لذلك واستخلف على عمله ابن عمه أحمد بن أبي بكر بن أحمد بن عثمان بن سعيد وهو الذي اختط مأذنة القرويين سنة أربع وأربعين كما ذكرناه ولم يزل سلطان يعلى بن محمد بالمغرب عظيما إلى أن أغزى بعد المعز لدين الله كاتبه جوهر الصقلي من القيروان إلى المغرب سنة
(١٧)