ان كان من خبر انتقاضه على عمر وفساد ذات بينها ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن انتقاض عامر ثم انتقاض الوزير بن ماسى على اثره) * لما استقل عامر بالناحية الغربية من جبال المصامدة ومراكش وما إلى ذلك من الاعمال واستبد بها ونصب لامره أبا الفضل ابن السلطان أبى سالم واستوزر له واستكفأ لامره وصارت كأنها دولة مستقلة فصرف إليه النازعون من بنى مرين على الدولة وجوه مفرهم ولجؤوا إليه فأجارهم عن الدولة واجتمع إليه منهم ملا وأشاروا إليه باستقدام عبد المؤمن وانه أبلغ ترشيحا من أبى الفضل بنسبه وقيامه على أمره وصاغية بنى مرين إليه فاستدعاه وأظهر لعمر أنه يروم بذلك مصلحته والمكر بعبد المؤمن ونما ذلك كله إلى عمر فارتاب به ونزع إليه آخر السبيع بن موسى بن إبراهيم الوزير كان لعبد الحليم فكشف القناع في بطانته وتجهيز العساكر إليه واستراب بأهل ولايته وعثر على كتاب من الوزير مسعود بن ماسى إليه يخالصه ويبذل له النصيحة فتقبض على حامله وأودعه السجن فتنكر معسود وأغراه صحابته الملاشون له من بنى مرين بالخروج ومنازعة عمر في الامر ووعدوه النصر منه فاضطرب معسكره بالزيتون من خارج فاس موريا بالنزهة ابان الربيع وزخرف الأرض في شهر رجب من سنة خمس وبنى أصحابه الفساطيط في مسكره حتى إذا استوفى جمعهم واعتزم على الخروج ارتحل مهاجرا بالخلاف وعسكر بوادي النجا بمن كان معه يعده الخروج معه من بنى مرين ثم ارتحل لي مكناسة وكتب إلى عبد الرحمن بن علي بن يفلوس يستقدمه للبيعة؟؟ تادلا قد خرج بها بعد انصرافهم من سجلماسة وتخلف عن عبد المؤمن وبعث عامر إليهم بعثا فهزموه ثم لحق ببني ونكاسن فبعث إليه ابن ماسى وأصحابه فقدم عليهم وبايعوه وأخرج عمر سلطانه محمد بن أبي عبد الرحمن وعسكر بكدية العرائس وبت العطاء وأزاح العلل ثم ارتحل إلى وادى النجا فبيته معسود وقومه فثبت هو وعسكره في مراكزهم حتى انجاب الظلام وفروا أمامهم فاتبعوا آثارهم انفض جمعهم وبدا لهم ما لم يحتسبوه من اصفاق الناس على السلطان ووزيره عمرو اعتصامهم بطاعته فانذعروا ولحق مسعود بن ماسى بن رحو بتادلا ولحق الأمير عبد الرحمن ببلاد بنى ونكاسن ورجع عمرو السلطان إلى مكانهما من الحضرة واستمال مشيخة بنى مرين فرجعوا إليه وعفا لهم عنها واستصلحهم وتمسك أبو بكر بن حمامة بدعوة عبد الرحمن بن أبي يفلوس وأقامهما في نواحيه وبايعه عليها موسى بن سيد الناس من بنى؟؟ أهل جبل دبروا من بنى ونكاسن بما كان صهرا له وخالفه قومه إلى الوزير عمرو واعدوه بالنهوض إلى أبي بكر بن حمامة فنهض وغلبه على بلاده واقتحم حصنه انكاوان وفر هو وصهره موسى
(٣٢١)