مذهبه واقتعدوا بتعليمه انتهى كلامه (ولما استقل) بالأمر افتتح شأنه بعقد السلم مع سلطان بنى مرين لأول دولته فأوفد كبراء دولته على السلطان أبى ثابت وعقد له السلم كما رضى ثم صرف وجهه إلى بنى توجين ومغراوة فردد إليهم العساكر حتى دوخ بلادهم وذلل صعابهم وشرد محمد بن عطية الأصم عن نواحي وانشريس وراشد بن محمد عن نواحي شلب وكان قد لحق بها بعد مهلك يوسف بن يعقوب فأزاحه عنها واستولى على العملين واستعمل عليهما وقفل إلى تلمسان ثم خرج سنة عشر في عساكره إلى بلاد بنى توجين ونزل تافر كينث وسط بلادهم فشرد؟؟ من أعقاب محمد بن عبد القوى عن وانشريس واحتاز رياستهم في بني توجين دونهم وأدام منهم بالحشم وبنى تيغزين وعقد لكبيرهم يحيى بن عطية على رياسة قومه في جبل وانشريس وعقد ليوسف بن حسن من أولاد عزيز على؟؟ وأعمالها وعقد لسعد من بنى سلامة على قومه من بنى يدللتن احدى بطون بنى توجين وأهل الناحية الغربية من عملهم وأخذ من سائر بطون بنى توجين الرهن على الطاعة والجباية واستعمل عليهم جميعا من صنائعه قائده يوسف بن حيون الهواري وأذن له في اتخاذ الآلة وعقد لمولاه مسامح على بلاد مغراوة واذن له أيضا في اتخاذ الآلة وعقد لمحمد بن عمه يوسف على مليانة وأنزله بها وقفل إلى تلمسان والله أعلم * (الخبر عن استنزال زيرم بن حماد من ثغر برشك وما كان قبله) * كان هذا الغمر من مشيخة هذا القصر لوفور عشيرته من مكلاته داخله وخارجه واسمه زيرى بالياء فتصرفت فيه العامة وصار زيرم بالميم ولما غلب يغمراسن على بلاد مغراوة دخل أهل هذا القصر في طاعته حتى إذا هلك حدثت هذا الغمر نفسه بالانتزاء والاستبداد بملك برشك ما بين مغراوة وبنى عبد الواد ومدافعة بعضهم ببعض فاعتزم على ذلك وأمضاه وضبط برشك لنفسه سنة ثلاث وثمانين ونهض إليه عثمان بن يغمراسن سنة أربع بعدها ونازله فامتنع ثم زحف سنة ثلاث وتسعين إلى مغراوة فلجأ ثابت بن منديل إلى برشك وحاصره عثمان بها أربعين يوما ثم ركب البحر إلى المغرب كما قلناه وأخذ زيرى بعدها بطاعة عثمان بن يغمراسن دافعه بها وانتقض عليه مرجعه إلى تلمسان وشغل بنو زيان بعدها بما دهمهم من شأن الحصار فاستبد زيرى هذا ببرشك واستفحل شأنه بها واتقى بنى مرين عند غلبهم على بلاد مغراوة وتردد عساكرهم فيها باخلاص الطاعة والانقياد فلما انقشع إيالة بنى مرين بمهلك يوسف بن يعقوب وخرج بنو يغمراسن من الحصار رجع إلى ديدنه من التمريض في الطاعة ومناولة طرفها على البعد حتى إذا غلب أبو حمو على بلاد مغراوة وتجاوزت طاعته هذا المصر إلى ما وراءه
(٩٩)