المعقل وخرج على السلطان ودعا لنفسه وعقد السلطان لمنصور بن أخيه أبى مالك على العساكر وعهد له بولاية السوس وسرحه لاستنزال الخوارج ومحو آثار الفساد وارتاب بمكان أخيه عمر فغربه إلى غرناطة فقتله أولاد أبى العلاء يوم وصوله إليها فسار الأمير منصور في الجيوش والكتائب وغزا عرب المعقل وأثخن فيهم وقتل طلحة بن محلى في بعض حروبهم لثلاثة عشر في جمادى سنة ست وثمانين وبعث برأسه إلى سدة السلطان فعلق بتازى ثم نهض في رمضان لغزو المعقل بصحراء درعة لما أضروا العمران وأفسدوا السابلة وسار إليهم في اثنى عشر ألفا من الفرسان ومر على بلاد هسكورة معترضا جبل درن وأدركهم بالقفز نواجع فأثخن فيهم بالقتل والسبي واستكثر من رؤسهم فعلقت بشرافات مراكش وسجلماسة وفاس وعاد من غزوه إلى مراكش آخر شوال فنكب محمد بن علي بن محلى عاملها القديم الولاية عليها من لدن غلب الموحدين لما وقع من الارتياب بأولاد محلى لما آتاهم كبيرهم طلحة فنكب غرة المحرم من سنة سبعين وهلك في محبسه لشهر صفر بعده وهلك على ذلك المزوار قاسم بن عتو وعقد السلطان على مراكش وأعمالها لمحمد بن عطو الجاناتى من موالي دولتهم ولاء الحلف وترك معه ابنه أبا عامر ثم ارتحل إلى حضرة فاس فاحتل بها منتصف ربيع ووافته بها عرسه بنت موسى بن رحو بن عبد الله بن عبد الحق من غرناطة في وفد من وزراء ابن الأحمر وأهل دولته فأعرس بها وكان بعث إلى أبيها من قبل في الاصهار بها ووافت معها رسل ابن الأحمر يسألونه التجافي عن وادى آش فأسعفهم بها كما نذكره ان شاء الله تعالى والله أعلم * (الخبر عن دخول وادى آش في طاعة السلطان ثم رجوعها إلى طاعة ابن الأحمر) * كان أبو الحسن اشقيلولة ظهير السلطان بن الأحمر على ملكه ومعينه على شأنه وكان له في الدولة بذلك مكان ولما هلك خلف من الولد أبا محمد عبد الله وأبا اسحق إبراهيم فعقد ابن الأحمر لابي محمد على مالقة ولأبي اسحق على قمارش ووادي آش ولما هلك السلطان ابن الأحمر حدثت مغاضبات ومنافسات بينهما وبينه وتأدى ذلك إلى الفتنة كما نقلناه ودخل أبو محمد في طاعة السلطان أبى يوسف ثم هلك فلحق ابنه محمد بالسلطان ونزل له عن البلد سنة ست وسبعين ثم هلك أبو اسحق سنة ثنتين وثمانين وغلب ابن الأحمر على حصن قمارش وصار إليه وكان الرئيس أبو اسحق قد عقد لابنه أبى الحسن على وادى آش وحصونها واتصلت الفتنة بينه وبين ابن الأحمر وظاهر أبو الحسن عليه الطاغية وأجلب أخوه أبو محمد معه على غرناطة هو وابن الدليل وطال أمر الفتنة بينهما وبين ابن الأحمر ثم انعقد السلم بين المسلمين والنصارى وخشى أبو محمد بن اشقيلولة على نفسه عادية
(٢١٢)