وانه كان في خزائن قرطبة عند ولد عبد الرحمن الداخل ثم صار في ذخائر لمتونة فيما صار إليهم من ذخائر ملوك الطوائف بالأندلس ثم إلى خزائن الموحدين من خزائن لمتونة وهو لهذا العهد في خزائن بنى مرين فيما استولوا عليه من ذخيرة آل زيان حين غلبهم إياهم على تلمسان واقتحامها عنوة على ملكها منهم عبد الرحمن بن موسى بن عثمان بن يغمراسن فريسة السلطان أبى الحسن مقتحمها غلابا سنة سبع وثلاثين كما نذكره ومنها العقد المنتظم من خرزات الياقوت الفاخرة والدرر المشتمل على مئين متعددة من حصبائه يسمى بالثعبان وصار في خزائن بنى مرين بعد ذلك الغلاب فيما اشتملوا عليه من ذخيرتهم إلى أن تلف في البحر عند غزو الأسطول بالسلطان أبى الحسن بمرسى بجاية مرجعه من تونس حسبما نذكره بعد إلى ذخائر من أمثاله وطرف من أشباهه مما يستخلصه الملوك لخزائنهم ويعنون به من ذخائرهم ولما سكنت النفرة وركد عاصف تلك الهيعة نظر يغمراسن في شأن مواراة الخليفة فجهز ورفع على الأعواد إلى مدفنه بالعباد بمقبرة الشيخ أبى مدين عفا الله عنه ثم نظر في شأن حرمه وأخته تاعزونت الشهيرة الذكر بعد أن جاءها واعتذر إليها مما وقع وأصحبهن جملة من مشيخة بنى عبد الواد إلى مأمنهن وألحقوهن بدرعة من تخوم طاعتهم فكان له بذلك حديث جميل في الابقاء على الحرم ورعى حقوق الملك ورجع إلى تلمسان وقد خضدت شوكة بنى عبد المؤمن وأمنهم على سلطانه والله أعلم * (الخبر عما كان بينه وبين بنى مرين من الاحداث سائر أيامه) * قد ذكرنا ما كان بين هذين الحيين من المناغاة والمنافسة منذ الآماد المتطاولة بما كانت مجالات الفريقين بالصحراء متجاورة وكان التخم بين الفريقين واديا صار إلى فيجيج وكان بنو عبد المؤمن عند فشل الدولة وتغلب بنى مرين على ضاحية المغرب يستجيشون بنى عبد الواد مع عساكر الموحدين على بنى مرين فيجوسون خلال المغرب ما بين تازى إلى فاس إلى القصر في سبيل المظاهرة للموحدين والطاعة لهم وسنذكر في أخبار بنى مرين كثيرا من ذلك فلما هلك السعيد وأسف بنو مرين إلى ملك المغرب سما ليغمراسن أمل في مزاحمتهم وكان أهل فاس وقد تغلب أبو يحيى بن عبد الحق عليهم قد نقموا على قومه سوء السيرة وتمشت رجالاتهم في اللياذ بطاعة الخليفة المرتضى ففعلوا فعلتهم في الفتك بعامل أبى يحيى بن عبد الحق والرجوع إلى طاعة الخليفة وأعد أبو يحيى المسير إلى منازلتهم فحاصرهم شهورا وفى أثناء هذا الحصار اتصلت المخاطبة بين الخليفة المرتضى ويغمراسن بن زيان في الاخذ بحجزة أبى يحيى بن عبد الحق بفاس فأجاب يغمراسن داعيه واستنفر لها إخوانه من زناتة فنفر معه عبد القوى بن عطية بقومه من
(٨٣)